كلمة قوية تلك التي صدرت في جريدة “الأحداث المغربية” الأربعاء 8 أكتوبر، عن النقاش المفتعل الذي أراد أزهريون بتحريك سياسي أو “سيسي” واضح جر المغرب ومصر إليه. كلمة اختزلت كل هذا النقاش ووضعته في سياقه الحقيقي بين من يريد الإسلام دينا للناس كافة بعيدا عن ألاعيب السياسة، وبين من يريد بعد فوات الأوان قطع الطريق على المتطرفين في بلده ولو بمزيد من التطرف. لنقرأ من صميم الأحداث لعدد الأربعاء لجريدة “الأحداث المغربية” :
“بين جامع القرويين الأكبر وبين جامع الأزهر مسافات عديدة وفراسخ كثيرة وغير قليل من البعد وبون شاسع.
بين القرويين التي أنجبت علماء الأمة المتسامحين وبين الأزهر الذي لم يستطع منع ميلاد حركة الإخوان المسلمين على أرضه، علم كبير تلقفه الناس هنا في فاس وصنعوا منه الوجه المشرق للإسلام، والقراءة المتسامحة الرحبة القادرة على فهم الرحمة التي أرسلت للعالمين.
لذلك يبدو لنا هنا في المغرب مثيرا للاستغراب أن ينسى الأزهر الشريف أن لديه مشاكل جمة في القراءات المتطرفة للإسلام في بر المحروسة وأن يشغل باله بعيدنا الكبير وإن كان جائزا أم لا.
للأزهر أولويات عدة اليوم، يجب أن يذكره بها الفريق أول أو المشير عبد الفتاح السيسي، هي إعادة المصريين إلى القدرة على قراءة الدين قراءة متسامحة لا قراءة الجماعات المسلحة ولا قراءة الجماعات الإرهابية التي تقض مضجع أم الدنيا، والتي حولت نيلها الجميل إلى وادي دماء كئيب للغاية.
أما نحن في المغرب، وعيدنا وهلالنا وسدلنا وقبضنا وبقية علاقتنا بإسلامنا المغربي فأمور نتكلف بها ونكفي الآخرين عناء التدخل فيها أو التطفل عليها.
لهذا البلد جامع أكبر سبق الكل إلى العلم يسمى القرويين، إسألوا عنه أيها الأزهريون في أمهات الكتب، وعودوا إلينا وبعدها قد نقبل النقاش معكم.
إنتهى كل الكلام