عزيز الدادسي
خرجت زهور الدبدوبي، زوجة المعتقل السلفي الجهادي بوشتى الشارف، عن صمتها، الذي التزمته منذ مدة طويلة، بتفنيد مزاعم زوجها، الذي ادعى تعرضه للتعذيب عن طريق "القرعة"، واضطرت، لاعتبارات معينة أن تسايره في كذبه طوال هذه المدة، وقررت اليوم التخلص من عبئ ثقيل، ناء بكلكله على ظهرها، والبوح بالحقيقة، لتقول إن زوجها كاذب.
ولقد تبين أن زهور الدبدوبي استفاقت من الغفلة التي عاشتها، كل هذه السنوات، وسكتت عن الضيم الذي لحقها، نتيجة ارتباطها برجل لا يعير اهتماما للحياة الزوجية، وهو الذي باع نفسه لشيطان الإرهاب، إذ تم اعتقاله في سوريا في وقت سابق وتسليمه للسلطات المغربية المعنية والحكم عليه بثمانية سنوات. لكن مفاجأة الدبدوبي كانت قوية، لما اكتشفت أن لباس التقوى والدين يخفي وراءه جوهرا من الأوساخ والأدران، فلم تكن تعلم أن زوجها، الذي يزمجر أمامها كالأسد، ما هو إلا واحد من الشواذ الجنسيين، فزوجها بحوزته أشرطة بورنوغرافية يشاهدها كل وقت وحين، ويستمتع بها استمتاع المنحرفين، وغيرها من الموبقات.
ولأنها زوجة في حاجة إلى رجل تكون في عصمته فقد قررت بشكل قاطع إنهاء حياتهما المشتركة، إذ رفعت دعوى قضائية قصد التطليق من الشارف، الذي تأكد أن مظاهر التدين التي يتلبسها ليست سوى وسائل للخداع، وبالتالي فهي تنتظر الطلاق من زوجها.
من جهة أخرى فقد علمنا من مصادر موثوقة أن بوشتى الشارف، تقدم في وقت سابق بطلب للعفو، معبرا عن نيته تكذيب كل ما قاله سابقا، وأنه مستعد للخروج لعامة الناس وخاصتهم ليقول إنه اختلق قصة تعذيبه بالقرعة كي يثير الانتباه إليه من طرف الجمعيات الحقوقية، وهذا موثق لا يمكن نكرانه.
وكان بوشتى الشارف قد سرب شريط فيديو يقول فيه إنه تعرض للتعذيب عن طريق "القرعة"، ولما تم عرضه على الطبيب الشرعي تأكد أنه كاذب وأنه لم يتعرض لأي نوع من أنواع الاغتصاب، ويومها انبرى "أصحاب الحسنات" ليكذبوا نتائج الخبرة الشرعية.
ومن المضحكات التي لا يمكن نسيانها، الشريط الذي أخرجته واحدة من مناضلات منتصف الليل، وكانت تبكي من هول ما تعرض له "الأخ" بوشتى الشارف، و"الأخ" من عندها لا من عندنا، وقالت إنه لم تبق رجولة عند المغاربة الذين يسمحون بهذه الممارسات. نتمنى عليها ومنها أن تخرج بشريط جديد لتقول لقد انطلت عليها الحيلة كما انطلت على غيرها. لكن لا نعتقد ذلك لأن هذه لعبة "بيع وشراء"، يتقاضى عنها كثيرون أموالا طائلة.
ليس العيب أن يكذب الإنسان لكن العيب ألا يتراجع عن كذبه، ويستمر فيه ويجعل منه حقيقة يموت من أجلها، وليس أتفه من الدفاع عن الكذب، تم عدم القدرة على التراجع في اللحظة التي يكون فيها ضروريا التراجع.
ننتظر اليوم من جهابذة الجمعيات الحقوقية، ومن فطاحلة الصحافة المكتوبة والرقمية، ومن مدوني الأنترنيت وأصحاب الصفحات في الفايسبوك، أن يخرجوا عن صمتهم، ليقولوا "كان مغررا بنا". لكنهم سيستمرون في غيهم يعمهون. فليس الشارف وحده من ادعى التعذيب وانبرت جمعيات ومنظمات وطنية ودولية تدافع عنه، لكن هناك عناصر أخرى، وعلى رأسها عادل لمطالسي وعلي عراس والمعتقلين على ذمة أحداث تفكيك مخيم كديم إزيك.
لقد انفتح الباب اليوم للحقائق بعد أن تبين أن كبيرهم الذي علمهم سحر الكذب لم يكن على حق. فهل ستستمر المنظمات والجمعيات والصحافة كأبواق لترديد الكذب؟