بقلم: يونس دافقير
عددهم يزيد عن الألفين، مغاربة في مقتبل العمر، لسبب ما اختاروا أن يتبعوا خطى شخص أحمق أعلن نفسه خليفة للمسلمين وتوهم أن عصابة إجرامية يمكنها أن تكون دولة إسلامية، وهاهم الآن يواجهون مصيرهم الدموي تحت وابل من نيران الحرب الدولية على «داعش».
هم متطرفون والأكثر من ذلك إرهابيون، ما من شك في ذلك، لكن ليس سهلا على المرء أن يعتبر هذا الموت بالجملة لإخوة في الإنتماء لتربة هذا الوطن أمرا عاديا، في الأمر قدر من التعاطف والأسى، ليس مع العقيدة الجهادية التي امتصت عقولهم، بل مع تلك الجهالة والتخلف التي تجعل شبابا مغاربة يواجهون مثل هذا المصير.
كيف لنا أن نوقف هذا النزيف؟ كيف لنا أن نحمي مثل هؤلاء من أنفسهم ونحمي الوطن منهم؟ الجواب ليس سهلا بالمرة. منذ تفجيرات الدار البيضاء الإرهابية ونحن نجرب الوصفة تلو الأخرى، من إصلاح الحقل الديني إلى التنمية البشرية حتى توسيع هوامش الديمقراطية ونشر ثقافة حقوق الإنسان … لكن إيديولوجيا الدم ظلت الأقوى والأقدر على التأثير في عقول أمثال أولئك الألفي مغربي الذين يلقون حتفهم الآن في سوريا والعراق.
الفشل واليأس غير مسموح بهما حين يتعلق الأمر بحماية الوطن وأبنائه، لذلك يجب أن نواصل هذا المشروع المسمى بالانتقال الكامل نحو الديمقراطية، وأن نستمر بلا كلل في نشر إسلامنا المغربي القائم على التسامح والاعتدال، وألا نتقاعس في البحث عن الشغل والكرامة للجميع …
هو مسار شاق وطويل لكنه ممكن. غير أن منطق الاستعجال في حالة مغاربة ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية يقتضي أن يكون الجواب الآني أمنيا، ومن عناصره أن نحيي الحكومة على مبادرتها لتشديد العقوبات الجنائية في حق كل مغربي يختار الانتقال إلى بؤر الموت، ونشيد بمصالح الأمن كلما تمكنت من تفكيك خلايا تجنيد المقاتلين لصالح حمقى الله.