أعلن مؤخرا ببروكسيل عن ترشيح الفنان معاذ بلغوات الشهير بلقب "الحاقد" لجائزة سخاروف لحرية الفكر التي يمنحها البرلمان الأوروبي لتكريم الأشخاص والمنظمات الذين كرسوا أنفسهم للدفاع عن حقوق الإنسان وحرية الفكر،
وتم ترشيح معاذ الحاقد من قبل المجموعة الكونفدرالية لليسار الأوروبي الموحد واليسار الأخضر لبلدان الشمال وهي مجموعة داخل البرلمان الأوروبي تضم عددا من الأحزاب والتنظيمات والشخصيات اليسارية ذات الاتجاه الاشتراكي والمعادية للرأسمالية والليبرالية والمدافعة أيضا عن البيئة.
وقالت النائبة الفرنسية عضو المجموعة، ماري كرستين فرجييا، أن ترشيح الحاقد هو رسالة للحكومة المغربية تعكس الاهتمام الذي يليه البرلمان الأوروبي لمسألة حقوق الإنسان، وبالأخص حرية التعبير.
وتجاهلت السيدة النائبة أن حقوق الإنسان بالمغرب كانت في العديد من المناسبات، موضوع تنويه من البرلمان الأوروبي نفسه، ولجان الأمم المتحدة ومقرريها، وأن "الحاقد" لم يحاكم قط بسبب تعبيره عن رأي أو موقف، بل نتيجة اقترافه لجرائم وجنح يعاقب عليها القانون، وأن المغرب ليس بحاجة إلى "دروس" فرنسا التي أصبحت منزعجة أكثر من اللازم، وتبحث، في كل مرة، عن مبررات من أجل "افتعال" قضايا واهية للركوب عليها عن طريق تلبيسها ثوب حقوق الإنسان وحرية التعبير ..
وكان على هذه المجموعة أن تراجع تصريحات إيريك غُولدشتَاين، مدير الأبحاث بمنظّمة "هْيُومْنْ رَايْتْسْ وُوتْشْ" عن منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، والذي اعتبر أغنية "الحاقد" أمرا "غير لائق"، لأن كلماتها بمثابة إهانة لهيئة منظّمة، وهي جريمة ليس القانون المغربي وحده الذي يحاكم من عليها، ويُحدد لها الجزاء، بل لا يكاد يخلو منها قانون أي دولة، لأن حماية الهيئات التي ينظمها القانون تندرج في إطار حماية السيادة، وشرف المؤسسات حتى لا تتحول إلى لقمة سائغة تتلاعب بها ألسنة كل من هب ودب.
أما محاكمة "الحاقد" الثانية فتتعلق بجنح الحق العام، حيث اختار أن يهين بالسب والشتم وتمزيق ثياب رجلي أمن، ضبطاه في حالة سكر طافح يتاجر في السوق السوداء بالتذاكر الخاصة بمباراة في كرة القدم.
لقد شرع المغرب منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي في نفض الغبار الذي تراكم على مرآة حقوق الإنسان إلى أن أصبحت أكثر صفاء، وغدا بمقدور الجميع أن يرى الوجه الحقوقي للمغرب كما هو بدون مساحيق. وعزز دستور فاتح يوليوز هذه الحقوق، وأحاطها بكل الضمانات القانونية التي تحمي حقوق الأفراد والجماعات.
استفزازات المجموعة الكونفدرالية لليسار الأوروبي الموحد واليسار الأخضر لبلدان الشمال لن تزعج المغرب، لأن مثل هذه المجموعات اعتادت أن تتخذ المواقف المتطرفة اتجاه المغرب بالضبط، وسواء أفاز "الحاقد" أو غيره بهذه الجائزة، فإن ذلك لن يغير من واقع حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها عالميا الذي اختار المغرب السير عن هديه...