يختلف الزمان و المكان، فمن تبحيرين التي شهدت في مارس 1996 قطع رؤوس سبعة رهبان فرنسيين إلى منطقة القبائل التي شهدت أيضا قبل يومين قطع رأس المواطن الفرنسي هيرفي بيير كورديل يبقى الجاني واحدا هي الخابرات الجزائرية، لكن هذه المرة لإرهاب فرنسا و تقويض زيارة القاضي الفرنسي مارك تيرفيديك للجزائر منتصف أكتوبر المقبل و المكلف بالتحقيق في مقتل الرهبان الفرنسيين السبعة.
الوقائع كشفها عميل الإستخبارات الجزائرية كريم مولاي و الذي يعيش منفيا في بريطانيا، حيث اتهم الجنرال توفيق و الجنرال رضوان بن عمارة و الجنرال رفيق بالتواطؤ مع رجل الأعمال يسعد ربراب لإستدراج المواطن الفرنسي و إختطافه.
وحسب كريم مولاي فقد أفادت مصادره الموثوقة بالجزائر بأن اجتماعات سرية جمعت الجنرال توفيق مع مكتبه السياسي الجديد في منتج صوفيتيل الجزائر الذي تعود ملكيته لربراب كانت غايتها وضع خطة محكمة لإفشال زيارة القاضي الفرنسي تيرفيديك للجزائر، وكان المكتب السياسي الجديد للجنرال توفيق طلب من وكيل الإستخبارات الجزائرية بباريس توفير قوائم بالمواطنين الفرنسيين الذين تقدموا بطلبات تأشيرة سفر للجزائر، و حصل فعلا على معلومات عن وصول هيرفي بيير كورديل الذي كان آخر إجتماع في منتجع صوفيتيل للتحضير لإختطافه و هو الأمر الذي عكف عليه الجنرال رضوان بن عمارة مع ضباط آخرين، و حسب ذات المصادر الموثوقة فإن هيرفي كورديل كان تحت أعين الإستخبارات الجزائرية منذ وصوله للجزائر حتى إختطافه على أيدي قوات خاصة جزائرية و التي أعدمته تحت مظلة تنظيم إرهابي.
للإشارة فكريم مولاي رجل المخابرات السابق كان فضح تورط الإستخبارات الجزائرية في مجازر العشرية السوداء التي راح ضحيتها مئات الآلاف من الجزائريين و التي كان شاهد عيان عليها.
بقلم محمد ابو الفضل