تواصل الجزائر مسلسل مناوراتها الهادفة إلى التشويش على المسؤولين الامميين بخصوص ملف الصحراء المغربية، وذلك في محاولة لحشد الدعم لمواقفها الداعمة للاطروحة الانفصالية..
فبعد ان منيت بفشل دريع الاسبوع الماضي بجنيف، حيث يعقد مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، انتقل المسؤولون الجزائريون إلى نيويورك التي تضم أشغال الدورة ال69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك لإعادة الكرة علهم يظفرون بمساندة ولو طفيفة..
وفي هذا الاطار التقى وزير الخارجية الجزائري رمطن لعمامرة يوم الأحد بنيويورك كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بملف الصحراء المغربية، وتباحث معه حول ملف النزاع المفتعل بالمنطقة، وذلك وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية..
ويأتي لقاء لعمامرة مع كريستوفر روس في أعقاب الاختفاء المثير للتساؤلات للمبعوث الأممي عن الساحة الدولية وتناسل معلومات عن تعثر مهام الوساطة التي يباشرها في ملف الصحراء المغربية، وذلك بعد اتهامه بالانحياز وتحريف أسس التفويض الأممي الذي اسند غليه.
ويرى بعض المتتبعين أن الظهور المحتشم والمفاجئ لروس ومحادثاته مع وزير الخارجية الجزائري بنيويورك، على هامش أشغال الدورة الـ 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، يؤشر على تطور محتمل في تعامل الأمم المتحدة مع ملف النزاع المفتعل في ضوء ما يتردد من ضغوط دبلوماسية تقودها الجزائر لتضمين جدول أعمال الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة نقطة تتعلق بالوضع الحالي بالصحراء، وذلك على بعد أيام من تحميل المسؤول الجزائري في ندوة بواشنطن المغرب ضمنيا مسؤولية الانسداد الذي يشهده مسار التسوية السلمية لنزاع الصحراء المغربية.
وحسب ذات المتتبعين فإن هذه المناورة الجزائرية تأتي يومين فقط بعد حملة التصعيد السياسي لقيادة البوليساريو بإيعاز من الجزائر، وذلك عشية إستعداد مجلس الأمن لمناقشة تطورات الملف، حيث ندد ما يسمى بوزير خارجية جمهورية الوهم المدعو "ولد السالك" بشدة بما زعم أنه تواطؤ يحظى به المغرب داخل مجلس الأمن من عواصم مجموعة أصدقاء الصحراء الخمسة باستثناء الصين في إشارة الى باريس وموسكو ولندن وواشنطن وكذا مدريد التي تحولت حكومتها اليمينية الى عدو لجبهة البوليساريو بعد أن ظلت لعقود الحليف الرئيسي لها.