حاولوا مساعدة ديكتاتور ليبيا السابق معمر القذافي، لكنهم وقعوا في الأسر وسيقدمون إلى العدالة بعد أن رفعوا السلاح ضد أبناء الثورة. هم المئات من مرتزقة البوليزاريو الذين استنجد بهم القذافي ليحارب بهم أبناء شعبه.
أغلبهم تم توقيفهم بمدينة الزاوية، وبباب العزيزية، المعقل السابق للعقيد القذافي بطرابلس، وتم ترحيلهم بداية الأسبوع الجاري إلى بنغازي في انتظار محاكمتهم، حسب ما ذكرت المجلة البريطانية «نورث ساوث» في عددها الأخير.
كان الإعلان عن إيقافهم بداية لفضيحة جديدة لجبهة البوليزاريو وعلاقاتها الملتبسة مع نظلم القدافي الذي دعمها لسنوات بالمال والسلاح، ولذلك وضعت رهن إشارته عناصر من المرتزقة، اعتقل منهم أزيد من 556 حسب ما قدمه المجلس الإنتقالي الليبي منذ أسابيع إلى جانب أعداد من المرتزقة قادمين من دول الساحل والصحراء.
لكن «إدا ظهر السبب بطل العجب» كما يقال، فقد كشف سر تهافت مرتزقة البوليزاريو للدفاع عن نظام معمر القذافي، وتبين بعد العثور على وثائق في 22 غشت الماضي بمقر السفارة الجزائرية بطرابلس حجم الدعم الوجيستي والمالي الذي كان يمنحه النظام الليبي السابق لانفصاليي البوليساريو، وأيضا حجم الدعم الذي قدمته الجزائر أيضا لنظام القذافي الذي يشمل بالإضافة إلى إرسال مرتزقة البوليسايو، الدعم اللوجستي الجزائري الذي استفاد منه القذافي خلال الاحتجاجات.
المجلة البريطانية «نورث ساوث» أشارت أيضا أن مصادر دبلوماسية بريطانية أكدت وجود مرتزقة البوليساريو في صفوف قوات القذافي، وفي نظرها فاستمرار البوليزاريو في التواجد في المنطقة يشكل تهديدا بالنسبة لأمن واستقرار منطقة شمال غرب إفريقيا، خاصة أن عناصر من البوليساريو تورطوا في عمليات اختطاف وتهريب للمخدرات وغيرها، وهي العمليات التي نفذها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بمنطقة الساحل والصحراء.
الموقع الإلكتروني «جيوتريبون.كوم» سبق أن أشار إلى أن تواجد مرتزقة البوليساريو إلى جانب قوات القذافي، وكان السبب الذي أدى منذ بداية الثورة الليبية إلى توتر قوي في علاقات المجلس الوطني الانتقالي الليبي والجزائر, حيث اتهم المجلس «المسؤولين الجزائريين بدعم الديكتاتور الليبي من خلال إرسال مرتزقة صحراويين من البوليساريو». وذكر الموقع الإلكتروني أن علي الريشي، وزير الهجرة الليبي السابق, الذي التحق بعد ذلك بالثوار كان قد ندد في مارس الماضي بوجود مرتزقة من البوليساريو إلى جانب قوات القذافي, مسجلا أن تقارير للحلف الأطلسي كانت قد أكدت هذه الفرضية استنادا إلى تصريحات لمسؤولين ليبيين سابقين التحقوا بالثورة.
بتورط عناصر البوليزاريو إلى جانب القذافي، تنضاف إلى سجل مرتزقتها علامة سوداء آخرى، بعد أن فضح أمر تورط عناصرها في نشاط تهريب الكوكايين والسلاح في الساحل، ناهيك عن تقديم الدعم لعناصر إمارة الصحراء بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي التي تقوم بمرافقة قوافل التهريب وتؤمن الطريق لها مقابل مبالغ مالية وتزويدها بالمؤونة، لذلك ينضاف خطر انفصاليي جبهة البوليزاريو إلي خطر الإرهاب والتهريب التي تهدد أمن واستقرار المنطقة.