نشرالموقع الاخباري "هنا صوتك" أو إذاعة هولندا العالمية، مقالا دعائيا لعلي أنوزلا حمل عنوان "عندما يؤلف مغاربة كتبا تنتقد الملكية"، وهو في عمقه مجرد محاولة لإعطاء زخم إشعاعي لكتاب فاشل جديد نشره عمر بروكسي بباريس مؤخرا وحمل عنوان "محمد السادس وراء الأقنعة".
ان أهم ما يمكن تسجيله في مقال علي انوزلا هو اقراره بنفسه، بحقيقة حملها عنوان المقال، وهي أن مغاربة بدؤوا يكتبون عن الملك في المغرب، ما نسميه تجاوزا "كتبا"، رغم أن الواقع وفي كلّ الكتب التي أشار اليها هي عكس ذلك تماما، لأنها مجرد تلفيق للكذب، وفبركة للاشاعات الخ..
نقول العنوان حمل شهادة لصالح مستوى حرية التعبير في عهد الملك الشاب، وأن الملكية أقوى من تجار الورق، بل أن المغاربة فتحت أفواههم للتعبير بحرية عن آرائهم في الندوات والصحف والكتب وهذا مؤشر كان على كاتب المقال أن يضعه في سياقه التحليلي الحقيقي، ويقرأه بدون بسترة، بتجاهل -ينم عن تحامل عدائي- لزاوية الكأس الممتلئة أيضا وليس الشق الفارغ منها فقط.
وإذا كان علي أنوزلا، ينكر على النظام والحريات التي حملها معه للمغاربة خلال 15 عام من الحكم، باعتباره كتابة مغاربة، مؤشرا جديدا على قوة المدّ المعارض له، وأن " قومة الكامون" تلوح في الأفق، فنحن نردّ عليه بسؤال ألم تكن عودة الراحل ابراهام السرفاتي الى المغرب كجمهوري رسالة على أن عهد محمد السادس هو عهد مختلف على مستوى الحريات العامة والفردية؟ ألم يكن تواجد أقلية من المناهضين للملكية والمؤمنين بالجمهورية كنظام، داخل الوطن وبكل حرية، دليل على أن محمد السادس ديمقراطي حقيقي، وعهده جاء بتحدّيات جديدة لا تهتم بأساطير الأولين، ولا نريد أن نسوق لعلي أمثلة من الأسماء رغم أقلّيتها(..)
وبالمختصر المفيد، ألم يقر بروكسي نفسه، وفي كتابه، وأوردت الوكالة الفرنسية ذلك، عندما قال بعظمة لسانه على أن :هذه الكتب لا تأثير لها، أمام الأغلبية الملتفة حول النظام الذي ينتقده؟ اليس هذا اقرارا بديمقراطية محمد السادس وحيازته على الأغلبية الساحقة من تأييد المغاربة، وحبّهم لا ينكره سوى فاسق؟ أليس استقرار المغرب وأمنه دليل على قوة العلاقة بين الشعب والنظام بل ودليل على الاختيارات الذكية والديمقراطية للشعب المغربي أمام أقلية معارضة تتمتع بكلّ حرياتها في اطار القانون والمسؤولية، وتتحلى بروح الايمان والانسجام الديمقراطي مع منطق احترام الأقلية للأغلبية في سياق التعددية في الرأي وما تلزمه من اختلاف لأن اسم فلان أوعلاّن ليسوا سوى أشخاص معدودين على رؤوس الأصابع سواء كتبوا كتبا معارضة للنظام أو أعلنوا مروقهم عن الاجماع الشعبي حول الملكية أو قضايا الأمة المصيرية..