|
|
|
|
|
أضيف في 22 شتنبر 2014 الساعة 22 : 11
كيف تحولت المشاركة النضالية في حفل الإنسانية في فرنسا إلى لحظة لتصيد تأشيرات شينغن من طرف مناضلي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان؟ وكيف حرصت الجمعية على حضور أعداء لوحدتنا الترابية إلى أنشطتها في الحفل؟ قصة تستحق الرواية على صفحات الأحداث المغربية، من أجل تبين الفوارق الشاسعة التي تفصل الشعارات عن الأفعال في التالي من الأسطر. لنتابع
إلى السيد قنصل فرنسا بالرباط جريا على عادة السنوات الفارطة ستشارك الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في حفل الإنسانية المنظم بباريس من 12 إلى 14 شتنبر 2014, بهذه العبارة التي لا تحمل أي شيء مثير يبدأ أحمد الهايج رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان رسالته إلى القنصل الفرنسي بالرباط المؤرخة بتاريخ 27غشت 2014. الإثارة ستبدأ فيما بعد حين سيطلب الهايج التوسط من أجل الحصول على موعد مسبق دون المرور من الطريقة القانونية، مثلما ينص على ذلك التساوي بين المواطنين في الحقوق والواجبات، إذ يترجى رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان القنصل الفرنسي في تسريع موعد دفع ملفات الحصول على التأشيرة لفرنسا (تأشيرة شنغن) لتسعة أعضاء من جمعيته يذكرهم بالإسم وهم بالترتيب الذي ورد في الرسالة يوسف الريسوني (رقم جواز السفر …. ) عادل الخلفي (رقم جواز السفر….) محجوبة كريم (رقم جواز السفر….) التهاني مدماد (رقم جواز السفر…..) سوبة مدماد (رقم جواز السفر…..) توفيق إيمان (رقم جواز السفر….) الحسن الطاس (رقم جواز السفر….) أحمد الحريري (رقم جواز السفر…..) محمد الصابر (رقم جواز السفر…..)
إجراء قد يبدو عاديا ولا يثير أي إشكال وإن كان فيه نوع من التناقض بين القول وبين الفعل لأن المواطنين المغاربة العاديين لا يتوفرون على إمكانية الحصول على وساطة مثل هاته، ويضطرون حين رغبتهم في الحصول على تأشيرة من تأشيرات شنغن من أى سفارة غربية كيفما كان نوعها إلى دفع طلب اللقاء وانتظار مدة قد تصل إلى الأشهر الثلاثة حتى في حالة السفر إلى العلاج، لكن لا بأس. يمكن العثور على عذر لأعضاء الجمعية أن سفرهم تقرر في آخر لحظة وإن كان موعد حفل الإنسانية المنظم من طرف الحزب الشيوعي الفرنسي معروفا منذ أشهر عديدة. الإثارة ستبدأ فقط حين تصبح العملية كلها توسطا لأقارب وأبناء وخليلات من أجل السفر ضمن المسافرين وحضور الحفل بصفة مناضل داخل تنظيم الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. في التفاصيل التي حصلت عليها بشكل حصري “الأحداث المغربية”، نكتشف بأن عائلات بأكمل أفرادها حصلت على تأشيرات في إطار هذه الصفقة على غرار عائلة الطبيب مدماد عضو مكتب الجمعية الذي لم يكتف بالسفر وحده إلى العاصمة الفرنسية باريس، بل أصر علي أن تكون زوجته محجوبة كريم وإبنتهما سها مدماد ضمن الحاصلين باسم الجمعية على تأشيرات السفر. أكثر من هذا انتهى حفل الإنسانية وتشتت المناضلون الذاهبون إليه للاحتفال من أجل مزيد من النضال مثلما يقول شعار الحفل إلى حال سبيلهم، وقررت محجوبة كريم وإبنتها سها مدماد تمديد إقامتهما الباريسية التي حصلتا على تأشيرتها من أجل الذهاب إلى نشاط نضالي وليس من أجل التبضع وممارسة الشوبينغ في شوارع العاصمة الفرنسية.
الحكايات الملتبسة والطريفة على كل حال للرحلة الفرنسية لمناضلي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لا تتوقف هنا، بل تستمر لكي تدخل مع نعيمة نعيم، فصلا آخر أقل طرافة. فهذه الأستاذة المنتمية لحزب النهج الديمقرطي، اضطرت ٠ لكي تشارك في هاته الرحلة النضالية الباريسية المتعبة والمرهقة والشاقة – إلى التضحية بعملها والتحاقها بالقسم، ليس بتقديم الاستقالة من سلك التعليم أصلا والتفرغ للنضال، (هي التي كانت تسفيد من تفرغ نقابي و”حرمت” منه بعد أن اتضح أنها لاتفعل به شيئا)، ولكن بتزوير شهادة طبية بلغت مدتها 10أيام، منحها لها طبيب (مذكور إسمه في الوثائق المصاحبة) أربعة منها كانت كافية للرحلة الباريسية النضالة، والبقية صرفتها الأستاذة الهاربة من قسمها بشهادة طبية مزورة مثلما أرادت. علاقات القرابة من أجل الحصول على تأشيرات السفر لم تمس فقط قرابة الزواج، بل امتدت إلى قرابة الأخوة أيضا، حيث استفادت مما يسمهي مناضلو الجمعية اليوم متهكمين كعكة الفيزات سلمى الريسوني وهي شقيقة يوسف الريسوني الذي يشتغل في المقر المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان. ولكي تكتمل الحكاية مثلما ابتدأت، أي بطريقة مثيرة لكثير من الأسف، فإن بعض الحاصلين على تأشيرات قصيرة المدى لفرنسا ادعوا المشاركة في الحفل الباريسي ولكن حقيقة الأمر هي أنهم اكتفوا بالسفر إلى سبتة السليبة عن طريق الفنيدق لكي يتمكنوا من الحصول فيما بعد على تأشيرات طويلة الأمد، (نموذج : سلمى الريسوني التي دخلت وخرجت يوم 11 شتنبر من باب سبتة) مايطرح بالفعل أمام الرأي العام المغربي حقيقة تصرفات بعض المناضلين المحسوبين على الجسم الحقوقي المغربي، وبالتحديد داخل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. أنشطة عدائية للمغرب وأطباق صغيرة لذيذة
في باريس حرصت الجمعية عبر رئيستها السابقة على تسطير برنامج يضع في اعتباره كل التوابل التي قد تمس مصلحة المغرب وفي مقدمتها الحرص الشديد على مشاركة رئيسة الجمعية الفرنسية للصداقة والتضامن مع الشعوب الإفريقية ميشيل دوكاستير التي سبق لها وادعت اختطافها في طنجة، ونقلت عنها هذا الادعاء الكاذب وكالة البوليساريو وإعلام الجزائر المعادي للمغرب. دوكاستير برمجت ضمن النشاط الأول للجمعية المغربية لحقوق الإنسان والذي حمل عنوانا معبرا للغاية “أية إشكال نضالية يجب اللجوء إليها من أجل مواجهة الطابع القمعي للنظام السياسي في المغرب؟”. ورغم عدائية العنوان للبلد واتخاذه لموقف واضح لا يترك مجالا لأي نقاش كيفما كان نوعه إلا أنه من الممكن القبول بالمسألة في الختام في إطار حرية الرأي والفكر والتعبير والتعامل معها لكأن شيئا لم يكن. لكن ما سيقع وسيثير انتباه المغاربة الذين حضروا حفل الإنسانية في باريس هو أن ميشيل دوكاستير كانت مبرمجة في اليوم ذاته ضمن نشاط نظمته جمعيتان تدعيان تمثيلهما لصحراويي فرنسا هما (ASF) و (ACSF) وهما معا جمعيتان تابعتان لانفصاليي البوليساريو وموضوع الندوة كان عن كيفية إجبار المجتمع الدولي على اتخاذ موقف لصالح البوليساريو في قضية النزاع المفتعل في الصحراء المغربية. كيف السبيل إلى مواجهة النظام المغربي ؟وكيف السبيل إلى إجبار المجتمع الدولي على الانتصار لبوليساريو ؟ مع مشترك بين مناصري البوليساريو وبين الجمعية المغربية لحقوق الإنسان هو استضافة دوكاستير من طرف الجهتين معا، يجب الاعتراف أن ثمة أمورا غير واضحة جدا أو على العكس من ذلك وضوحها يعمي الأبصار ويقول كل شيء عن الارتباطات وعن التوجهات وعن المعركة المشتركة وعن كل شيء. يبقى أن الجمعية لم تكتف بالنضال الجاف الذي قد لايثير اهتمام الحاضرين للحفل، بل أصرت في كل الوريقات التي وزعتها على المشاركين في حفل الإنسانية من أجل حثهم على زيارة رواقها على أن تؤكد لهم أن كل اللقاءات مع أعضاء الجمعية، ستكون حول أطباق صغيرة خاصة (petits plats typiques)، دون أن يتضح في الختام إن كانت هاته الأطباق الصغيرة التي حضر في مقدمتها الكسكس المغربي الأصيل ولا شك قد حققت هدف الإشباع النضالي للجمعية وزوارها أم أنها كانت بدون مفعول في الختام، فور شرب بعض…الماء وراءها من أجل الهضم السريع، ونسيان هاته الرحلة والتفكير في رحلات مقبلة، بهاته التأشيرات أو بتأشيرات أخرى مغايرة لن يتردد رئيس الجمعية في مراسلة أي قنصل أو سفير أجنبي من أجل تسهيل وتيرة الحصول عليها لكل…”مناضليه ومناضلاته”، أو على الأقل للمقربين منه ضمنهم..
عن “الأحداث المغربية”
|
|
2359 |
|
0 |
|
|
|
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم
اضغط هنـا للكتابة بالعربية
|
|
|
|
|
|
|
|