طبلت وكالة الأنباء الفرنسية (أ.ف.ب) في قصاصة لها بالكتاب جديد، الذي صدر كما يعلم الجميع عن جبهة" القومة والكامون" وحمل توقيعا ظاهريا لخادم "الأمير المنبوذ" الصحفي عمر بروكسي.
كتاب تقوم وكالة بالدعاية الرخيصة له، و الإشاعات العدائية و المبتذلة، تنتجها ذهنية كولونيالية متجاوزة في خسّتها ودسائسها ..وهيهات أن تصل الى أهدافها وتنال من مغرب متماسك البنيان ومفعم بالوطنية الصادقة أمام حفنة من المرتزقة .
لن يخفى على القارئ اللبيب من مقدمته وكاتبها أن المؤلف تجاري الغايات بوضوح الشمس في كبد السماء و استعماري الخلفية في المصالح والمقاصد ، و الذي جاء تحت عنوان "محمد السادس وراء الأقنعة" صدرعن منشورات "نوفو موند" ويحمل عنوانا فرعيا "نجل صديقنا" في إشارة إلى كتاب "جيل بيرو" الذي كتب مقدمته وهو معروف لدى المغاربةّ.
جدليا، لا يمكن أن تستحم في النهر مرّتين، لأن مياها كثيرة تجري مع الثواني والساعات والأيام فما بالكم بالأعوام والعقود والأجيال و بسيرورة التاريخ ككل، ونردد هذا الكلام البديهي، للأسف لأن عمر بروكسي نجده وقبل بداية تأليفه للكتاب تجاهل هذا المعطى، كما تجاهل أن إعادة إنتاج نفس التجربة في تواريخ مختلفة، لا ينتج سوى كاريكاتورا ممسوخا، يستدعي الشفقة، وفي أقصى الحالات ضحكات ساخرة إن لم يكن القرف كما في حال مؤلفنا الذي يريد كما نقول بلساننا المغربي الدارج "بالسيف وصحّة" أن يكون النموذج الملكي المغربي نسخة طبق الأصل لنظيره الاسباني، وبجهل سياسي مركّب، "يبدي عمر بروكسي في الكتاب خيبته لأن الملك الشاب لم يتبع مثال خوان كارلوس ملك إسبانيا الذي حول بلاده بعد وراثة كل سلطات الجنرال فرانكو، إلى ملكية دستورية" على حدّ تعبير الوكالة الفرنسية ذاتها.
وكم ستصل الضحالة السقوف، والانحطاط الفكري الحضيض عندما يستحضر بروكسي الربيع العربي الذي أنتج داعش و ميلشيات الدم الظلامية بالمئات، في هذا البلد أو ذاك، ينسى الدستور الجديد والاستقرار والأمن الذي ينعم به المغرب وشعبه بفضل ملكه، أليست هذه هي أم الاصلاحات والأجود الممكن سياسيا، في زمن وظرفية تاريخية دقيقة؟؟ أم أن لجبهة "القومة والكامون" نواياها غير المعلنة وأشياء أخرى، و لذلك ، يأسف عمر في كتابه، أن يكون "الربيع العربي" الذي بلغ المغرب مع تظاهرات لم يصل حجمها إلى تلك التي نظمت في بعض الدول المجاورة، لم يؤد في 2011 إلا إلى "إصلاحات بسيطة"..
وكما يقول المثل المغربي" من لحق بأذنه فليعضها" لأن الكتاب التافه شكلا ومضمونا وبلا مصداقية لشخص ليس بالمرّة ديمقراطيا على الأقل مع نفسه لن يشتريه المغرب من المكتبات تحت طائلة ابتزاز أي كان، وكما فعل عباس الفاسي السفير المغربي بفرنسا سابقا مع كتاب "جيل بيرو" في زمن ولىّ وانتهى.