عزيز الدادسي
"صحفي سابق في وكالة الأنباء الفرنسية يسرق كتبا حول المغرب" تحت هذا العنوان كتبت الصحفية جان ماري حنون مقالا في لكسبريس الفرنسية، وقالت في مفتتح مقالها، عمر بروكسي صحفي سابق في وكالة الأنباء الفرنسية، أصدر كتابا تحت عنوان "محمد السادس خلف الأقنعة" بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لتوليه الحكم. إنها سرقة بكل المقاييس.
وقالت الصحفية إنه كتاب ضعيف يسقط في عينيك بمجرد أن تقرأ المقدمة التي كتبها جيل بيرو، صاحب كتاب "صديقنا الملك" الذي كتبه عن الملك الراحل الحسن الثاني.
بيرو يقدم بروكسي كبطل رائع للتحقيق الصحفي الذي فضح علاقة اليسار بالانقلابيين سنة 1972، الذي نشرته لوجورنال إيبدومادير، سنة 2000. وهذا دليل على كذب كاتب الكراريس جيل بيرو، لأنه في هذه المرحلة لم يكن بروكسي قد التحق بعد بلوجورنال، وقد تم استدعاء هذا الشخص لإعطاء الشرعية لصحفي مخادع.
فصفحات الكتاب تبرر ما قالته الكاتبة، حيث إنه مجرد ترديد لكلام سبق أن حرره علي عمار وإريك لوران وغراسييه، كما جمع العديد من الكتابات الصحفية، و نقل من بيار فيرمان الذي جاء غلاف كتابه مشابها لكتابه، وكانت لكسبريس قد كتبت في وقت سابق إن كتابات هؤلاء الصحفيين تتتابع وتتشابه كثيرا، وهم يجتمعون من أجل رواية السخافات.
لقد وعد عمر بروكسي بحقائق دامغة، لكن في النهاية أورد كتابات ذكرها صحفيون في وقت سابق. فالعديد من الفقرات هي عبارة عن حوارات أجراها مع مصادر يقول إنه يحتفظ بسريتها، وهي تقنية قديمة لتمرير المغالطات.
ورصدت الكاتبة مسار عمر بروكسي، من مدرس فاشل بضواحي مدينة سطات، وصحفي متعاون مع لوجورنال إيبدومادير، التي رسم فيها مساره الصحفي، إلى أن اصبح رئيسا للتحرير، وذلك في غياب مرشحين آخرين لهذا المنصب، قبل أن يتم انتشاله من قبل إيناس دال، مدير مكتب وكالة الأنباء الفرنسية بالرباط، الذي منحه مقعدا خلفيا في الوكالة، حيث راكم أخطاء كثيرة قبل أن يتم طرده منها.
فما هو الجديد فيما كتبه عمر بروكسي حول 15 سنة من حكم الملك محمد السادس؟ لا شيء جديد في الكتاب ولن تعثر فيه على سبق صحفي بل هو مجرد كتابة صحفية فاشلة. لكن لماذا هذا النصب الثقافي الذي أقدمت عليه دار نشر مجهولة متخصصة في الكتب الرخيصة؟
الكاتبة أوضحت أن بروكسي لم يجد من دعم سوى من الأمير مولاي هشام، الذي جعل منه حاملا لصوته خصوصا بعد الفشل الذريع الذي لقيه كتابه "يوميات أمير منبوذ".
وختمت الكاتبة مقالها قائلة إن الربيع العربي، التي انتهى في قبضة الإسلاميين وأنتج دولا فاشلة لم يعط لبروكسي ورفاقه الفرصة ليقولوا إنهم على حق.