بوحدو التودغي
على إثر النداء الذي أطلقته شخصيات معروفة تدعو لإطلاق حوار وطني حول التنمية المعاقة بالمغرب، أجرى موقع الجماعة حوارا مقتضبا مع علي أنوزلا، أحد الموقعين على النداء، ومعلوم أن الجماعة حاضرة في النداء من خلال توقيع عمر إحرشان، عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية، لكن موقع الجماعة اختار أنوزلا لتبرير التوقيع على النداء.
فالموقعون على النداء هم الموقعون على جميع النداءات السابقة مثل "التغيير الذي نريد" و"الملكية البرلمانية الآن"، وغيرها، وهذا يذكرنا بالعديد من الجمعيات، التي ليست سوى جمعية واحدة بأسماء متعددة، ما دام مؤسسوها هم أنفسهم، فالنداء المذكور هو نفس النداءات السابقة وليس هناك اختلاف إلا في الشكل والقصة، والهدف هو إثبات الوجود.
المفروض في المجتمع المدني أن يكون قوة اقتراحية، لا أن يكون مجموعة بشرية تردد الكلام من أجل الاستغلال الإعلامي، فرأس هرم الدولة هو من طرح قضية الثروة، التي لا يتم توزيعها بشكل عادل، وأن المغرب يتوفر على ثروة هائلة لكن يستفيد منها البعض القليل في حين يستثنى منها الكثير.
فما دام الملك هو من طرح الموضوع فإن تلويك صيغة أخرى يعتبر مجرد "نباح" لأنه كان على المجتمع المدني، الذي يدعي أنه فاعل، اقتراح صيغ أخرى، والخطاب الملكي، كما لا يفهم أنوزلا أو لا يريد له موقعه أن يفهم، هو لحظة تأسيسية وليس للدعاية.
وقال أنوزلا "فقد تعود الرأي العام المغربي على أن يقوم النظام بطرح مبادرات استباقية لامتصاص الغضب أو لسبر الآراء، وأغلبها يكون عبارة عن بالونات اختبار أو مجرد فقاعات إعلامية للاستهلاك الداخلي أو الخارجي حسب ما تقتضيه الضرورة، وغالبا ما تتحول هذه المبادرات نفسها إلى مصادر للريع والفساد واستقطاب خدام جدد للنظام من خلال التعيينات في اللجان المتعددة التي تنشأ من أجلها، والميزانيات الضخمة التي تخصص لها".
منذ تسعينات القرن الماضي وإلى الآن وخصوصا مع العهد الجديد، وبعد التوافقات التي حصلت بين القصر والمعارضة نهاية الألفية الثانية، تم طرح العديد من المبادرات وكلها تم إنجازها على أرض الواقع، ولم تكن بالونات، بدءا من هيئة الإنصاف والمصالحة، التي صالحت المغرب مع تاريخه، وأنهت حقبة وبدأت حقبة جديدة، وأشرف عليها واحد من أنبل ضحايا سنوات الرصاص، المرحوم إدريس بنزكري.
وقبل الإعلان عن مبادرة إحصاء الثروة في أفق توزيعها بشكل عادل، كان الخطاب التاريخي للتاسع من مارس، ولم يكن بالونا، ولكن كان جديا، ولم يقم أحد بالانقلاب على نتائجه، التي أفرزت دستورا وأفرزت أغلبية من تيار سياسي تم إسقاطه في المنطقة العربية برمتها باستثناء المغرب.
أما عن الريع فآخر من يمكنه التحدث عنه فهو علي أنوزلا، الذي تشبّع وشبع ريعا، في تلك السنوات المعروفة، حيث كان يتغذى مع فلان ويتعشى مع فرتلان. وعندما انتهى الريع داخ دوخة كبيرة. وبالتالي فهو يتحدث عن الثروة التي بذرها في مقاهي وحانات المغرب والخارج.