عزيز الدادسي
بما أن النظام الجزائري قبل أن يحكمه رئيس طريح الفراش، بل إن المرشح الرئاسي عبد العزيز بوتفليقة قام بحملة انتخابية بالوكالة، حيث كان يقول وكيله "إن بوتفليقة سيعمل كذا وكذا"، فبما أنه كذلك أخرج دانيال ميتران، زوجة الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران، ومؤسسة منظمة "فرنسا ليبرتي"، للحديث عن حقوق الإنسان بالصحراء المغربية.
دانيال ميتران شغلت نفسها بالدفاع عن الشيطان، حيث دافعت عن جمهورية فيدال كاسترو المنغلقة عن العالم، والتي كانت حاضنة لحركات الشر في العالم، ودافعت عن الجمهورية الافتراضية للبوليساريو، وكانت دائمة الزيارة لمخيمات تندوف، ورغم ذلك لم تفتح فمها بكلمة واحدة بخصوص الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مخيمات الاحتجاز بما فيها الحق في الحياة.
لم تتكلم دانيال ميتران ولو مرة واحدة عن انعدام شروط العيش في هذه المخيمات، ولا عن ظروف مهينة للكرامة الإنسانية، وعن الصحراويين المحتجزين الذين يريدون الالتحاق بذويهم وبأرض وطنهم.
الجزائر لم تجد ما تقوم به في جنيف أثناء انعقاد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سوى استدعاء دانيال ميتران من قبرها كي تتحدث عن حقوق الإنسان بالصحراء، حيث انبرت المنظمة التي أسستها دانيال للدفاع عن حقوق الإنسان بالصحراء المغربية وقالت إن "الشعب الصحراوي ضحية أساسية للاعتقال التعسفي والتعذيب والمعاملة السيئة".
ادعاءات من هذا النوع تحتاج إلى تأكيد وبالحجج. فالصحراء المغربية مثلها مثل باقي المناطق في المغرب، تعيش تحت واقع حقوقي متميز، وهو واقع محمي بالدستور وبالقوانين، كما انه محمي بالمؤسسات الدستورية، من قبيل المجلس الوطني لحقوق الإنسان ومؤسسة الوسيط والمندوبية الوزارية لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى منح أقاليم الصحراء امتيازا يتعلق بالتحقيق السريع في كل الشكايات المتعلقة بانتهاك حقوق الإنسان.
وأضافت المنظمة في كلمتها بجنيف إن التعذيب والمعاملة السيئة يتم استعمالها في الصحراء من أجل انتزاع الاعترافات كما أن القوات العمومية تستعمل القوة تجاه المحتجين. إلا انها نسيت ان القوات العمومية التي "استعملت العنف ضد المحتجين" هي التي فقدت 11 من عناصرها أثناء تفكيك مخيم كديم إزيك، حيث تم ذبحهم بدم بارد من قبل العناصر الانفصالية.