رشيد بغا
عادت منظمة "فرانس ليبيرتي" الى عهودها الخوالي، وتدبيج مذكراتها وتقاريرها المغشوشة عن المغرب، بوقائع لا تنسجم اطلاقا مع مواد حقوق الانسان ومواثيقه وبخرقها في أنكى نعوت الخرق الحقوقي، بتبني ارهابيين و مدانين في قضايا تتعلق بالإرهاب و توجيه اتهامات عارية من الصحة للسلطات المغربية ، كما جاء في كلام صدر عنه الجمعة 12/09/2014 أمام مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة بجنيف السويسرية، حول تعذيب مزعوم للصحراويين و استخدام العنف المفرط لانتزاع اعترافاتهم (..). انتبهوا أولا، لاستخدام منظمة ليبيرتي لاصطلاحات من قبيل" التعذيب" و"العنف المفرط" في المغرب الذي يطبق القانون ويوفر الأمن لكل المغاربة سواء في طنجة أو العيون.
انتبهوا معنا أيها القراء الأفاضل الى أن نفس المنظمة لم تتحدث ولو بحرف واحد ان لم نقل ساندت السياسة الفرنسية المؤيدة للحرب الاسرائيلية الهمجية ، والمحرقة الثانية في غزة، على الأبرياء والمواطنين العزل من المدنيين، بل والأبشع من الخيال وما نسأل عنه كلّ ضمير حي في العالم، بعدما يعلم أن مناضلي الهيئة السياسية /الحقوقية الفرنسية ذاتها، اعتبرت أن المقاومة هي التي خرقت حقوق الانسان في القطاع، واغمضت عينها كلّيا عن آلاف القتلى و الجرحى من المدنيين الأبرياء؟؟
وما رأي كل ضمير حي من الأحرار والحقوقيين -غير المزيفين- عبر العالم، عندما يسمع موقف "ليبرتي الفرنسية" وهي تهنئ نفسها بمناسبة انعقاد الجمعية العامة لحقوق الانسان بجنيف عما تحقق من نتائج وهمية في الصحراء المغربية التي عرفت أحداثا عادية لاستثباب الأمن العام وضمان سلامة الأرواح والممتلكات أمام شرذمة مأجورة من مخابرات الجزائر وعصابة البوليساريو..
نسأل العالم والضمائر الحيّة فيه عن موقفها، الحقوقي السليم، عندما تعلم أن المنظمة(غير الحكومية) ليبرتي أدانت حماس والمقاومة الفلسطينية على استخدام المواطنين "دروعا بشرية" وقالت أنه خرق سافر وجريمة ضدّ الانسانية متنافية وقوانين الحروب فيما صمتت "ليبرتي" عن القوة المفرطة الإسرائيلية والإبادة الجهنمية، لشعب متمسك برقعة أرضه من طرف أقوى الجيوش العالمية وأقواها في المنطقة حتى فرض الدم الفلسطيني انتصاره على طائرات الموت والدمار الشامل وإعلان انتصار المقاومة الفلسطينية ؟؟
انها المهزلة، والعار بل الغثيان انسجاما مع عناوين لمؤلفات شهيرة وتاريخية للفيلسوف الكاتب الفرنسي جان بول سارتر، لها اشارتها القوية، ونحن في العقد الثاني من الألفية الثالثة، بينما سارتر كتبها في ستينيات القرن الماضي من الألفية الثانية، ورغم أنها كتابات تعود لزمن متجاوز فانها مازالت صالحة للقراءة عند أعداء المغرب في ما يسمى "حفلات الإنسانية هناك حيث لا فرق بين النبيذ الأحمر ولون دم الشهيد والبريء، وحيث سرير حقوق الانسان يضيق أو يتسع، بحسب ليالي الجنس الساخنة و لعب السّكر و الماريخوانا بالدماغ، والنقاشات المسطولة حول الديمقراطية وحقوق الشواذ في الجنس عالميا مع النازحين والنازحات من النساء وأطفال مناطق الحروب الساخنة في دول الجنوب المغلولة بالفقر والمرض والجهل.