بقلم موحى الأطلسي
قال محمد لمين ولد البوهالي، وزير دفاع الجمهورية الافتراضية للبوليساريو، إنه يتوفر على جيش عرمرم ينتظر فقط الإشارة من قيادة الجبهة لينقض على الجيش المغربي، ويحسم الصحراء ويحرر العيون من "المحتل المغربي".
وزير دفاع الجمهورية الافتراضية "بوهالي" يعاني من جنون ورثه من معمر القذافي، قائد الثورة الليبية الذي قتله المقاتلون في آخر حياته، والذي سمى جماهيريته العظمى وهدد بإغراق أمريكا في البحر فقصفت منزله وخرج من بين التراب، ويبدو أن قادة الجبهة، استفادوا كثيرا من الشخصية التي دعمتهم بالسلاح والمال.
وفي الحوار الذي أجراه الناشط الانفصالي محمد هالي، عضو فريق ميديا المجموعة الإعلامية للبوليساريو، وهو واحد من 69 انفصاليا صحراويا شاركوا في الجامعة الصيفية لبومرداس، مع وزير دفاع الجمهورية الافتراضية، اتهم المغرب بعرقلة المخطط الأممي في التسوية السلمية، مع العلم أن الأمم المتحدة في كل تقاريرها حول موضوع الصحراء تتحدث عن جدية مقترح الحكم الذاتي، باعتباره أداة للتفاوض السياسي.
وفي مقابل المقترح المغربي هناك تعنت جزائري وبكائيات للبوليساريو. والمغرب لما طرح الاستفتاء على عهد الراحل الحسن الثاني وطرح الحكم الذاتي على عهد جلالة الملك محمد السادس، لا يعيش التناقض بقدر ما يعيش التطور الطبيعي، والتفاعل الإيجابي مع التطورات على مستوى الواقع وعلى مستوى التشريعات الدولية.
فآخر ما اعترفت به الأمم المتحدة هو استحالة إجراء الاستفتاء، وأن المنظمة الدولية هي وسيط في الحل السياسي المتفاوض حوله، والذي يعتبر مقترح الحكم الذاتي أرضية مهمة للنقاش، لكن الطرف الآخر ما زال متعنتا، ونقصد بالطرف الآخر الجزائر أما البوليساريو فهي مجرد أداة صنعتها جزائر بومدين لإلهاء المغرب في صراع لا يفتكر بعده الصحراء الشرقية.
لهذا لا نجد تناقضا بين إقرار المغرب تقرير المصير عبر الاستفتاء، في لحظة تاريخية فارقة، وبين تقرير المصير عبر الحكم الذاتي، وهذه الأمور لا يفهمها ولد البوهالي، الذي تعود أصوله إلى موريتانيا وبالتالي فإن زعامته داخل البوليساريو تطرح استفهامات، فهو إلى جانب آخرين مثل ولد الحريطاني من موريتانيا ووجودهم في قيادة "الثورة الصحراوية" دليل على أنها ثورة موظفين لدى الجزائر أي مرتزقة.