ليس وفاء شرف هي القديسة جان دارك، كما يريد أن يصنع منها البعض، لم تقدم هذه المرأة أية تضحية من أجل وطنها المغرب تستحق عليها الذكرّ، بل انخرطت، طوعا، في حملة بشعة ضده، ولم تجد ما تقوم به غير تقديم نفسها قربانا لحملة مغرضة تستهدف المس بصورته الحقوقية، وبالتالي فهي لا تستحق ما يزعمون أنه "حملة دولية" تقودها أطياف يسار بائد، فشل في تحقيق كل مشاريعه، بما في ذلك أن يكون هو نفسه، وليس مجرد بوق دعاية مغرض ومأجور يشن الحملات مقابل بيع شرفه بالمال والمصالح.
وبلغة الوقائع، فقد لجأت وفاء شرف إلى كل أساليب النصب والاحتيال، من أجل أن تشري دورا في سيناريو محبوك بقصد الإساءة للوطن لا أقل ولا أكثر، لذلك فهي لا تستحق التعاطف، لأنها وضعت نفسها في حضيض الإدعاء والمزاعم، التي فندتها التحقيقات التي باشرتها النيابة العامة، ففشلت في أول امتحان وخارت قواها، وأصابتها نوبة صرع.
وفاء شرف ليست هي جان دارك ولا سعيدة المنبهي التي قضت في إضراب عن الطعام في عز سنوات الرصاص...
وفاء شرف أرادت أن تسيء لكل مجهود الانصاف والمصالحة، وسعت إلى تفنيد كل إنجازات زمن حقوق الإنسان الذي انخرط فيه المغاربة ملكا وحكومة وشعبا...
وفاء شرف رضيت أن تكون مجرد بيدق في أيادي الخصوم، لكن اللعبة لم تطول، وانكشفت بجرة قلم...
وفاء شرف لم تصمد أمام كذبها، فكان طبيعيا أن تنال جزاء الإساءة إلى أمة بكاملها.
وفاء شرف لم تحاكم لأنها تناضل من أجل النساء العاملات أو في صفوف حركة 20 فبراير البائدة أو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أو النهج الديمقراطي، ولكن لأنها قدمت بلاغا كاذبا بسوء نية، ومع سبق الإصرار والترصد، بهدف الإساءة إلى الأجهزة الأمنية، فكان طبيعيا أن تنال الجزاء التي تستحق.
ومن يستطيع أن ينكر أن وفاء شرف لم تدع التعرض للاختطاق، ومن بمقدوره أن ينكر أنها لم تستطيع أن تثبت أباطيلها ... وحده القضاء كانت له الكلمة الفصل.