للمواطن الجزائري الحق في انتقاد الحكومة الجزائرية من وزراء وغيرهم من كبار رجالات الدولة بل وحتى انتقاد رئيس الجمهورية في حدود اللياقة طبعا ، لكن ليس له الحق مطلقا في قضية الصحراء الغربية أن يبدي رأيا مخالفا لما يردده حكام الجزائر ، ومن حاول ذلك فمصيره سيكون مجهولا...وهو ما أنتج مجموعة من الشياتين في الجزائر.
أولا : الشياتة في الجزائر طابور خامس للبوليساريو.
من هم الشياتة ؟ :
بادئ ذي بدء لا بد أن نقول أنه من الظلم والعبث وقلة الحياء والتفاهة الفكرية أن نحكم على الشعب الجزائري كله بأنه شعب شيَّات .. فالشعب الجزائري هو معدن النخوة والشرف والكرامة والنبل والتضحية والفحولة والشهامة والكرم ونكران الذات وكل ما يمكن أن يوصف به شعب أصيل المحتد عريق المجد .لكن هناك شياتين في الجزائر .
ولتعريف الشيتة والشياتين لن أزيد عما تداوله كثير من المثقفين الجزائريين الذين دققوا معنى الشيتة والشياتين حينما لاحظوا أنها أصبحت ظاهرة في المجتمع الجزائري : فالشيّات هو المتملق المتزلف الجبان والمنافق الذليل ( لحَّاس الصباط ) أي الذي يلحس أحذية أسياده من أجل قضاء مصالحه ، وهو الانتهازي الوصولي ، وهو الذي يستغل جميع الفرص لتلميع صورة أسياده في السلطة من حكام الجزائر من أجل قضاء مصالحه ، والشياتة هم الذين لا يملكون أي قدرات أو كفاءات لنيل منصب أو وظيف فيلجأون لطرق النفاق والتزلف والتذلل لقضاء مصالحهم بكل جبن يدل على أنهم فقدوا كل إحساس بالنخوة والكرامة ...
ومن المواضيع التي اكتشف الشياتة في الجزائر أنها موضوعا صالحا للاسترزاق موضوع الصحراء مع المغرب فجعلوه مصدرا للرزق يقتاتون منه ، إذ يكفي الشيات أن يُبْدِيَ حماسةً مبالغا فيها نحو البوليساريو حتى ينال حظوة متميزة لدى المخابرات الحاكمة في الجزائر ، حتى أصبح الشيّاتة طابورا خامسا للبوليساريو في الجزائر يدافعون بجهل وجهالة عن قضية مُغرقة في الالتباس بشوفينية وتحجر عقلي يدعو للسخرية .
ثانيا : ماذا يعرف الشياتة الجزائريون عن الصحراويين ؟
يظهر الشياتة الجزائريون وهم يدافعون عن البوليساريو في صورة ( الأطرش في الزفة ) فهم يتكلمون في موضوع يجهلون معطياته الحقيقية ، وينطلقون في مناقشة قضية الصحراء من معطيات ابتلَعُوها من الإعلام الجزائري ذي البعد الواحد ، فهم يَهْرِفُون بما لا يعرفون فَيُثيرون الشفقة لأنهم يفضحون جهلهم المُرَكَّب والعميق بقضية اختلف الصحراويون أنفسهم فيما بينهم حولها ، وإلا ماذا يعني أن غالبية الصحراويين من محافظتي الساقية الحمراء ووادي الذهب لا يزالون يعيشون في بلدهم الصحراء الغربية وهم ضد البوليساريو ؟ معنى ذلك أنهم راضون عن اندماجهم في الوطن الأم المملكة المغربية ، وها هم اليوم يحصدون نتائج اختيارهم ويعمقون الهوة بينهم وبين صحراويي البوليساريو بما اكتسبوه من امتيازات لن يتنازلوا عنها للبوليساريو أبدا ، فليس من السهل اليوم أن يتنازل الصحراويون الوحدويون عن ثروة كبيرة اكتسبوها ونَمَّوْهَا طيلة 40 سنة ، ليس من السهل أن يتنازلوا عنها للبوليساريو بجرة قرار مهما كان مصدر ذلك القرار حتى ولو كان مجلس الأمن ، ودون ذلك قطع الأعناق . فعلى الشيات الجزائري وهو يتنطع في الدفاع عن البوليساريو أن يخجل من نفسه لأنه جاهل بكثير من الحقائق ، لكن كيف يخجل من نفسه وهو لا نفس له أي شيات ذليل .
ثالثا : مظاهر الشيتةالاسترزاقية بين بعض الجزائريين :
نرى مظاهر الشيتةالاسترزاقية بين شياتين جزائريين من خلال :
* جمعيات أو أشباه جمعيات تدعي الدفاع عن حق الصحراويين في الاستقلال وهي ليست سوى أوكار مخابراتية تستفيد من ميزانيات ضخمة ترصدها الدولة الجزائرية من أجل نشر الأكاذيب والإرهاب الفكري ضد المخالفين لرأيها ، وهي التي يغرف منها الشياتة في الجزائر بمجرد أن يتحمسوا للبوليساريو بطريقة هيستيرية .
* أشباه المثقفين الجزائريين وأساتذة الجامعات من المتنكرين للتاريخ الحقيقي للمنطقة المغاربية والجهلة بتاريخ أجدادهم ، وهم من المُفرنسين أو حفدة الحركي من أعداء العروبة والإسلام في الجزائر .
* أجهزة الكبت الفكري من أشباه الأحزاب التي صنعها حكام الجزائر من حثالة الطبَّالين من أجل إطالة عمر النظام الاستبدادي الفاشستي البوليسي في الجزائر تحت يافطة الديمقراطية المفترى عليها .
تقتسم هذه الحثالة من الشياتين الكعكة التي يرصدها حكام الجزائر كل عام للهرج والمرج الذي تقيمه لمعرفة المخلصين للنظام ولو من خلال قضية ملفقة ومفتعلة مع المغرب طيلة 40 سنة ، وكذلك لصناعة مادة إعلامية فجة لا يؤمن بها الشياتون أنفسهم ، ويبدو ذلك واضحا من خلال الكلام التافه والمجاني الذي لا علاقة له بالواقع المرير الذي يغوص فيه الصحراويون القاطنون بمخيمات تندوف ..
رابعا : هل ستُحَلُّ قضية الصحراء بالشيتة والشياتين :
يحيا البوليساريو تحيا الجمهورية الصحراوية هذه شعارات يرفعها الشياتة الجزائريون بحماس مفتعل فقط لقضاء مصالحهم ولتحديد هويتهم من بين أفراد الشعب الجزائري والاصطفاف مع زبانية النظام الفاشستي الحاكم في الجزائر ، وهي شعارات لا تؤثر في المغاربة لأنهم يعلمون أنها مدفوعة الأجر.. أما الشياتة في الجزائر فلا تهمهم المصالح العليا للشعب الجزائري الغارق في الفقر والتخلف فهم مجرد مرتزقة أنانيين ... السؤال المشروع هو : هل يقبل بقية الشعب الجزائري المغبون أن تبقى المشاريع الملحة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية للشعب الجزائري مرهونة بجشع الشياتة وأطماعهم التي لا تنتهي ؟ هذا من جهة ومن جهة أخرى هل سَتُحَلُّ قضية الصحراء بالشيتة والشياتين ؟
فالنظام الجزائري يرشي الشياتة بطريقة ممنهجة لتفريق صفوف الشعب الجزائري ولإطالة عمره في الجثوم على صدر الجزائريين عامة ، أما قضية الصحراء فلا يمكن أن تُحَل بالشيتة والشياتين ومن يدعي ذلك من الشياتين فهو كذّاب ونصّاب منافق لا أقل ولا أكثر ... فمتى يفصل الشعب الجزائري بين قضاياه التنموية المقلقة وقضية الصحراء ؟ ومتى يتخذ الشعب الجزائري مواقف تُخْرِجُهً من نفق العلاقة الملتبسة بين التنمية في الجزائر والعداوة المجانية للمملكة المغربية التي تُعَطِّل أحلام الشعب الجزائري في الرقي والرفاهية وهو يرى مئات الملايير الجزائرية تُهْرَقُ في الصحراء ؟...
فالجنون يهدد عقلاء الجزائر الذين لا يستسيغون أن يعيشوا عيشة الضنك في بلد غني بشهادة العالم وبحجة مناصرة حق الشعوب في تقرير مصائرها !!!!!
خامسا : المثقفون الجزائريون وإبداع حلول إنسانية لقضية الصحراء :
لا يوجد في الجزائر مثقفون شياتة فقط بل هناك نخبة مثقفة حقيقية لا علاقة لها بأهل الكهف من شياتة جامعة بومرداس الصيفية وغيرهم ، لكن هذه النخبة الواعية تقف مشلولة أمام معاناة الصحراويين في مخيمات تندوف ، أليس بإمكانها أن تُبدع حلولا تعتمد المقاربة الإنسانية فقط لا غير ، مقاربة موضوعية تستحضر معاناة الصحراويين القابعين في مخيمات تندوف لأن الشياتة لا يَهُمُّهُم حل قضية الصحراء أبدا ، لأنهم يعملون على استدامة معاناة المحتجزين في تندوف حتى يدوم مصدر رزقهم ، وكل حلٍّ لقضية الصحراء هو بمثابة قطع الأرزاق لهم ... أما الفئة الواعية فبإمكانها أن تلتزم الحياد الإنساني الذي يستحضر معاناة المحتجزين في مخيمات تندوف التي دامت 40 سنة وأن تبتعد عن الخطاب الرسمي للجزائر وتتبنى خطابا إنسانيا يتمثل القيم الكونية في الدفاع عن قضايا الإنسان بعيدا عن المواقف السياسويةالمبتسرة التي تتخندق في النظرة الضيقة لحكام الجزائر والمتمثلة في المعاكسة المجانية للمغرب حتى ولو كان ذلك على حساب معاناة الشعب الجزائري أولا ومعاناة المحتجزين في تندوف ثانيا ، وأول نداء يجب أن تبدأ به هذه الفئة من المثقفين الواعين هو نداء من أجل تحرير المحتجزين في مخيمات تندوف والدعوة لإعادتهم إلى أهاليهم في الساقية الحمراء ووادي الذهب بطريقة تدفع نحو رأب الصدع بين الصحراويين أنفسهم وجمع شملهم على أرض أجدادهم داخل الصحراء الغربية ، وهو أمر إنساني يتعالى عما هو سياسي ، وأظن أن هذا الأمر سَيُحْرِجُ الدولة المغربية التي تردد شعار إن الوطن غفور رحيم وفي نفس الوقت سيعمل على غربلة ساكنة مخيمات تندوف من العناصر التي لا علاقة لها بمحافظتي الساقية الحمراء ووادي الذهب من خارج المنطقة والذين يتقاتون من الإعانات الدولية ويستغلهم حكام الجزائر في تضليل الرأي العام الدولي ، فالمغرب ليس بالغباء حتى يترك كل مَنْ هَبَّ ودَبَّ ممن يدَّعي أنه صحراوي بالدخول إلى الصحراء ... إن الحلول الإنسانية الحقيقية المبدعة ستُحْرِجُ الجميع ... فكفى استرزاقا من معاناة الصحراويين في مخيمات تندو ف ... ألا يمكن للجزائريين الشرفاء أن يبدعوا حلا يمكن أن يكون به الجميع رابحا ويكون الخاسر الوحيد هم الشياتة في كل مكان وزمان ؟... وكاقتراح ما رأيكم في جمعية تحمل اسم جمعية أصدقاء الصحراويين للمقاربة الإنسانية ؟؟
على سبيل الختم
لايزال البوليساريو والشياتة في الجزائر يرددون الأكاذيب تلو الأكاذيب وآخر أكاذيبهم أن المغرب يرفض استقبال كريستوفر روس والحقيقة أن المغرب لا يزال ينتظر الجواب عن الأسئلة التي طرحها على روس والمتعلقة بصلاحياته التي حددها قرار مجلس الأمن لوقف إطلاق النار والقرار المؤسس للمينورسو والتي زاغ عنها روس عمدا أو جهلا ببنوذها والتي جعلها روس والبوليساريو مطاطية يتصرف فيه كل واحد حسب مزاجه ، فكفى تضليلا فالعالم يعرف خبايا الأمور بفضل تكنولوجيا الإعلام الحديثة ...