تستعد منظمة العفو الدولية لتنظيم وقفة احتجاجية أمام البرلمان منتصف شهر شتنبر، للتنديد بما وصفته "استمرار التعذيب" في مراكز الاحتجاز بالمغرب، وذلك في سياق التشويش الممنهج على صورة حقوق الإنسان بالمغرب، رغم أن المغرب اختار أن يقطع مع هذه الممارسة من خلال تنصيص الدستور، الذي هو أسمى قانون، على تجريم التعذيب.
موقف منظمة العفو الدولية يستند إلى حالات مشكوك فيها، في مقدمتها قصة علي عراس، الذي أدانه القضاء، وأمرت وزارة العدل والحريات بفتح تحقيق في ادعاءات التعذيب التي أطلقها، لكنه رفض الخضوع إلى الخبرة الطبية...
كما وجدت "أمنستي" في محاكمة نشيطتين في حركة 20 فبراير زعما التعرض للاختطاف والتعذيب ما تتكئ عليه من أجل تأجيج نيران هذه الحملة، علما أن التحقيقات القضائية التي باشرتها السلطات المختصة، أفضت إلى أن ما ادعياه لا أساس له من الصحة، ولم يستطيعا معا الإدلاء بدليل أو حجة تثبت ما حاولا الترويج له، فكان طبيعيا أن يُحاكما ـ كما في كل بلدان العالم ـ التي تحتكم إلى القانون، خاصة وأن الهدف من إدعاءاتهما كان هو إزعاج السلطات والتشويش على صورة حقوق الإنسان بالمغرب والافتراء على الأجهزة الأمنية.
ولعل هذا التصعيد من طرف منظمة العفو الدولية، والوقوف عند المغرب، مع سبق الإصرار والترصد، يكشف الوجه الحقيقي لـ " أمنستي أنترناسيول" التي لاذت بالصمت أمام المجازر الإسرائيلية في غزة، وتغض الطرف عما يحدث في الكثير من بقاع العالم، وتركز على نحو مرضي على المغرب، علما أن المغرب فتح أبوابه أمام كل الهيئات والمنظمات والجمعيات التي تعنى بحقوق الإنسان، وفتح أبواب السجون ومراكز الاحتجاز أمام المفوض الأممي المكلف بالتعذيب خوان مانديز، الذي خلص في تقريره إلى أن التعذيب ليس سياسة ممنهجة بل حالات معزولة يقترفها أفراد ليسوا بمنأى عن المساءلة إذا ما ثبت في حقهم ذلك بغض النظر عن المسؤوليات التي يتحملونها.
إن المجهودات التي بذلها المغرب في مجال حقوق الإنسان لن تتأثر بمثل هذه الحملات، ولن تنال منها إدعاءات نفر من الأشخاص، وجدوا فيها ملاذهم الوحيد للتغطية عما اقترفوه من جنح أو جرائم، فعلي عراس، أدين بمقتضى قانون الإرهاب لأنه موّل شراء أسلحة لخلية إرهابية كانت تستهدف أرواح الأبرياء وأمن واستقرار المغرب، وتمت محاكمته، بعد أن سلمته إسبانيا للمغرب، وأدانه القضاء بناء على حجج وأدلة وقرائن وشهادات الشهود، بشكل علني، وتنطوي إدعاءاته على الكثير من التناقضات تتعمد "أمنستي" أن لا تلتفت إليها...