هواري عاشور، الذي يذكرنا بمسخ الروائي "فرانز كافكا" وهو يحاول جاهدا بمقال استقطع بشكل مبستر، جملا وأنصاف حقائق، لينال من جبل لا تهزه ريح، خاصة تلكم القادمة من الشرق الجزائري، مشبعة بالحقد والعداء للمغرب، وما يحرزه في اليومي من تقدم ونماء مندمج ومستدام في كل أرجائه، وفي كلّ المجالات وخاصة على صعيد احترام حقوق الإنسان والعمل بمبادئها السامية واتفاقياتها الكونية في سياق التماشي والتناغم مع التميز المغربي..
كثيرة هي المغالطات التي وردت في المقال، سواء فيما يتعلق ب"تعذيب الصحراويين.." أي الانفصاليين أو "استعمال المغرب كقاعدة للتعذيب الدولي.." والتي جاءت من فرط سخافة صاحبها، كأسطوانة مشروخة تقزز القارئ، وفي سياق سردي للوقائع جاء كما اتفق، ليدلنا على أن هدف الكتبة الأقزام ومن بينهم هذا "العاشور" هو تجميع شتات الصورة التي يحاول الحاقدون نسجها عن المغرب للنيل منه ومن سمعته الدولية وفي المحافل الحقوقية العالمية.
ومن باب التذكير، للصحفي ، فاننا ندعوه الى النظر فيما حملته تقارير ذات المنظمات التي استشهد بها عن الجزائر وشهادات من أبناء بلاده وصحافتها حيث يقول مختصر مفيد من تقرير تقدمت به منظمة العفو الدولية، الى لجنة مناهضة التعذيب ،لخص "بعضاً من بواعث القلق الرئيسية لمنظمة العفو الدولية المتعلقة بالجزائر، كما هي موثقة في عدد من التقارير وتتعلق بواعث القلق هذه بشكل عام بنمط متواصل من الاعتقال السري والتعذيب على يد دائرة الاستعلام والأمن، وهي جهاز مخابرات متخصص في استجواب الأشخاص الذين يُعتقد أن لديهم معلومات حول أنشطة إرهابية؛ وبتقاعس الدولة الطرف عن توفير سبيل انتصاف فعال لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، ومن ضمنها التعذيب وسوء المعاملة؛ وباستمرار العنف ضد المرأة.."
نقول لعاشور أن يقرأ التقرير بالتفصيل أولا، وندعوه الى التأمل في وضعية التعذيب والخروق الهمجية التي رصدها بجهنم الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان بأمر وعلم من قصر المرادية، ثم ندعوه إلى قراءة ما ورد في الصحافة الجزائرية حين تكتب"التعذيب في الجزائر حقيقة لا يمكن حجبها بشعارات سياسية أو تقارير رسمية صادرة من جهات تود النصاعة لوجهها في عالم يعلن حربه الشاملة على هذه الآفة، التي تهدد حقوق الإنسان بل تستهدف وجوده بصفة عامة، ولقد أصبح التعذيب هو الوسيلة التي تصل بها مصالح الأمن الجزائرية" وتضيف "فطالما توفي أناس تحت التعذيب وطالما فقدوا أطرافهم أو أصيبوا بعاهات مزمنة أو وقعوا على محاضر دفع ثمنها سنوات طوال من وراء القضبان..."
وتقول ذات الصحف" عندما يفتح لك أحدهم قلبه ويسرد عليك الليالي التي قضاها في المخافر وهو يشرب من علقم التعذيب من طرف جلادين لا يعرفون الرحمة، ولا تتسرب لقلوبهم الشفقة، تحس بالدوار لأن تلك القصص لا نراها إلا في خيالات السينمائيين أو الرواة الذين يبحثون عن الإثارة.."
ولنذهب بعيدا لتنوير المغفلين والسدميين من الكتبة المخبرين وفي مقدمتهم هذا الهواري عاشور بمقال حمل عنوان" مشاهد أبو غريب في الحراش" الذي نشر بصحيفة "الشروق" اليومي لكاتبه الصحفي أنيس رحماني، الذي تحدث فيه عن" تعذيب سجين متهم بقضايا تتعلق بالإرهاب من طرف أحد الحراس ويسمى بالمساعد الخير – بتشديد الياء-، ومما حدث له أنه لما عاد من التحقيق طلب منه أحد الأعوان أن يتعرى كاملا وهذا الذي يرفضه الإسلاميون عبر السجون، مما دفع بالمساعد الخير إلى التدخل واستعمال العنف معه، حيث جرده من ملابسه وأمره أن يحبو وهو خلفه يدخل العصا في دبره، ويقهقهون على حالته...روى هذه القصة السجين بوزينة-ع الذي كان شاهد عيان في ذلك اليوم.."
وآخر كلامنا نقول للقزم عاشور" اذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الآخرين بالحجارة" و" اذا لم تستحيي فاكتب ماشئت" لأن المثل المغاربي الشعبي الشهير يقول "كون الخوخ ايداوي كون داوى راسو".