عزيز الدادسي
اتصل بنا عبر الهاتف وفي ساعات متأخرة من الليل ولعدة مرات المدعو عادل المطالسي، المهرب الدولي للمخدرات، حيث عمد هذا المجرم إلى تهديدات هاتفية مستعملا أسلوب المافيا الدولية التي كان المطالسي أحد أعضائها النشيطين قبل اعتقاله عدة مرات في المغرب والخارج.
وفي اتصالاته معنا كان المطالسي يهددنا مرات ويشتمنا مرات أخرى، وعندما كنا نتساءل حول الأسلوب الهمجي الذي ينهجه تجاهنا كان عادل المطالسي يقول بأن أسلوبه هو هذا، وأن ما كتب عنه لا يهمه لكن في نفس الوقت يكيل لنا الشتائم والتهديدات.
المطالسي المعروف بلعبه لدور الكومبارس في مسرحية كبيرة أبطالها كبار جنيرالات المخابرات الجزائرية، يعرف جيدا أن تهديداته لن تخيفنا، واتصالاته الهاتفية المتكررة لا تعدو بالنسبة لنا سوى إشارة منه ،بأن هناك من تحول بحكم عدائه لبلاده إلى مجرم يهدد الناس بالاختطاف من قلب بلدهم.
إن أسلوب المطالسي ليس بغريب على المنظمات الإرهابية التي نشأ فيها هذا الشخص وترعرع وربط معها خيوط التهريب الدولي للمخدرات، إلى أن وصل به الأمر إلى حبك المخططات ضد بلده وتشويه صورته عبر إدعاءات كاذبة خدمة لأعداء الوحدة الترابية.
نحن لن نسكت على هذه التهديدات أبدا، ولن ننزوي إلى كتابة البلاغات فحسب، بل إننا نحتفظ لأنفسنا برفع دعوى قضائية ضد هذا الشخص معززة برقم هاتفه والتسجيلات التي تهددنا.
المهرب الدولي للمخدرات عادل المطالسي، اختار طبعا الوفاء(إن كان يعرف معنى للوفاء) للمخابرات الجزائرية مقابل بعض الدولارات، قال في حق المغاربة ما لم لم يقله مالك في الخمر، وذلك من خلال ادعائه إننا نحن المغاربة نباع بثمن بخس لا يتعدى سعر ساندويتش وقنين غازية، وهو بذلك يقوم بعملية إسقاط من حيث لا يدري لسلوكاته وممارساته الدنيئة، عندما قبل لعب دور الممثل ولاعب الأدوار الذي وقعت عليه عيون المخابرات الجزائرية والمناوئين لوحدة المغرب..
وللعب هذا الدور الرخيص بكل إتقان، كان على تاجر المخدرات أن يموه الرأي العام العالمي، بعد أن اكتشف أمره أمام الرأي العام الوطني، وذلك من خلال ادعاء تعرضه للتعذيب بـ"مركز تمارة السري"، الذي لا وجود له إلا في مخيلة المطالسي والذين اوعزوا إليه بتمثيل دور الضحية، كما ادعى أيضا تعرضه لتصرفات غير أخلاقية من طرف حراسه في المعتقل، وهو ما تأكد انه مجانب للحقيقة، حيث أن المهرب الدولي للمخدرات عادل المطالسي اقتيد بعد اعتقاله من طرف الدرك الملكي لتقديمه أمام العدالة، وتم احترام كافة المساطر القانونية، كما وتم تمتيعه بكل الامتيازات القانونية والحقوقية و لم تسجل أي خروقات في حقه من طرف الحراس أثناء فترة وجوده في السجن..
وقبل أن يهتدي(وأي اهتداء !) المهرب الدولي للمخدرات إلى هذه اللعبة القذرة التي كلف بها من طرف المخابرات الجزائرية والجمعيات الحقوقية المناوئة لمصالح المغرب، لتضليل الرأي العام الدولي واستدرار عطف هذه الجمعيات "الحقوقية"، لجأ المهرب أول الأمر إلى حيلة مكشوفة تقضي بتوجيه مراسلات وشكايات إلى السلطات المركزية المغربية والفرنسية.
مستغلا حمله للجنسية الفرنسية، مدعيا فيها أن سبب اعتقاله يدخل في إطار الانتقام منه باعتباره مخرجا و منتجا سينمائيا مشهورا، ولأن الشركة التي يملكها أنتجت فيلم "نانسي والوحش"..وهو بذلك يحاول خلط الأوراق وخلط "شعبان" بـ"رمضان"، كما نقول عندنا .
إذ ما العلاقة بين الاتجار في المخدرات وبين السينما والإنتاج السينمائي؟ وهل كل من قامر بإنتاج فيلم "ناجح"(لنفترض انه كذلك كما يزعم مهرب المخدرات) سينزه عن الخطأ ويعتبر فوق أي مساءلة قانونية؟
لقد انكشف أمر المهرب الدولي للمخدرات ولم يعد يدري إي طريق يسلك بعد أن فطن أغلب الفرنسيين إلى ما يقوم به من بهلوانيات، ولم يجد من سبيل للرد على الأخبار التي ننشرها في موقعنا حول حقيقته الوصولية وطبيعته التآمرية على الوطن ومصالحه، سوى السب والقذف والتهديد عبر الهاتف..
وحتى لا نطيل على القارئ الذي ملّ من أكاذيب المطالسي وألاعيبه نذكره بقليل من سيرته الذاتية المليئة بالجريمة والإجرام..
تشير المعلومات المتوفرة الى أن عادل المطالسي، تاجر مخدرات على الصعيد الدولي وصاحب سوابق جنائية في المحاكم الأوربية، حيث أن سجله القضائي حافل بالسوابق، فقد حكم عليه ب 5 شهور حبسا نافذا بتهمة الضرب والجرح في فرنسا، سنة 1998، وفي سنة 2008، ألقي القبض عليه من طرف الشرطة الإسبانية وهو في حالة تلبس بشراء 500 كيلوغرام من الشيرا، وكان ينوي تهريبها إلى فرنسا.
وقد تم تمتيعه من طرف القضاء الإسباني بالسراح المؤقت، في انتظار محاكمته، إلا ان حليمة عادت إلى عادتها القديمة، إذ أن المجرم عادل المطالسي لم يكن من النوع الذي يتعظ من الدرس، حيث تم ضبطه من طرف الدرك الملكي، في شهر أكتوبر2008، أي خلال نفس السنة، متلبسا بمحاولة تصدير شحنة من مخدر الشيرا، مشحونة في 51 علبة، يصل وزنها إلى أكثر من 1600 كيلوغرام.
وكان المطالسي يحاول تهريب هذه الكمية من المخدرات عبر طائرة خفيفة انطلاقا من أرض خلاء، تبعد بحوالي 10 كيلومترات عن مدينة القصر الكبير. وتبين من الأبحاث أن العملية كان يقودها المدعو المطالسي بشراكة مع تاجر مخدرات إسباني يدعى "أمبروس فارفان"، وهو الذي كلف المدعو المطالسي باقتناء هذه الكمية من أصدقائه في المنطقة الشمالية للمغرب.
وألقي القبض على عادل المطالسي بطنجة يوم 3 أكتوبر من سنة 2008 من طرف الدرك الملكي، وأحيل على العدالة رفقة 5 أشخاص آخرين، توبعوا جميعا من أجل تهم تنظيم عصابة إجرامية للاتجار الدولي في المخدرات.
وبعد مثولهم أمام العدالة تم الحكم عليهم بعقوبات تراوحت ما بين 3 و10 سنوات سجنا نافذا، وغرامة مالية قدرها 50 ألف درهم لكل واحد منهم، مع أداء ذعيرة لإدارة الجمارك، قدرها 80 مليون درهم، تضامنا بينهم.
وبعد نقله من السجن المركزي بالقنيطرة يوم 16 أبريل من سنة 2013 إلى سجن villepinte بباريس لإتمام عقوبته السجنية، لم يتعب المطالسي من ترديد نفس الخزعبلات والأكاذيب التي لا يصدقها احد، إذ لا يمكن لأي محايد أن يشكك في أهداف هذا المجرم والأجندة التي يشتغل لفائدتها، بحيث أن ادعاءات تعرضه للتعذيب تبقى مجرد وقائع مفبركة، الهدف منها التملص من المساءلة القانونية وإبعاد تهم المتاجرة في المخدرات التي يعتبر أحد أباطرتها على المستوى الدولي..