قال عبد الواحد متوكل، رئيس الدائرة السياسية لجماعة العدل و الإحسان، بلا خجل من نفسه، في تصريح لـموقع"نون بريس" الالكتروني، أن المغرب لم يعرف تغييرا يذكر منذ 15 عاما، واسترسل واضعا نظارات من زجاج سميك أسود في قراءة عمياء للواقع، تصلح إلى درس ناجح في العدمية المرضية المزمنة، شفاه الله منها، وعافى عنه و كل المتحلّقين معه من المتشددين الواهمين حول مشروع التطرف الديني والمذهبي عند جماعة العدل الإحسان التي تعتمد مرحليا "المسكنة و الدروشة" من أجل "الخلافة الإسلامية على الطريقة النبوية" ما يعني داعش الإجرامية،على الطريقة المغربية.
لا يحتاج المغرب وما تحقق فيه من نماء، إلى درجة تضاعف فيها الناتج الوطني الخام مرتين خلال 15 سنة، نقول لا يحتاج الى تقييم المتوكل أو غيره، كما لا يحتاج المغاربة الدروس الظلامية من العدل والإحسان، في سياسة "لعن الظلام عوض إضاءة شمعة واحدة" في سماء هذا البلد الآمن بترك الشوفينية العقائدية والغوغائية التي لا تغير شيئا اللهم انتاج واقع دموي إرهابي ، كما يحدث في بلدان عربية باسم الربيع العربي "الأسود" الذي رحبت به العدل والاحسان ، واعتبرته مع المراهقين السياسيين مناسبة لتعويض قومة 2006 الخرافية الضائعة (..)
ان المتوكل في تصريحه لم يضيف جديدا لمنطق "ولو طارت معزة" الذي عرفت به المعارضة الستينية والسبعينية، عندما عارضت من قبيل المثال لا الحصر سياسة السدود التي أطلقها الراحل الحسن الثاني، ومع توالي سنوات الجفاف وتغير المناخ، كانت الصفعة التي جعلت الجميع من ابواق المعارضة يبلعون ألسنتهم، بل فيهم من قال "لقد كان الحسن الثاني نابغة واستراتيجي بلا منازع".
نفس الشيء ينطبق على الملك محمد السادس، ليس في 15 عشر سنة من حكمه الديمقراطي، وعهده التنموي، او كملك إنساني إلى أبعد الحدود، تتناقل أخباره الركبان، من بلاد العرب إلى أوطان العجم، ولكن لنحصر مناقب محمد السادس في الاستقرار والأمن والطمأنينة التي حقّقها لشعبه، رغم عواصف "الخريف العربي" وظلامه، واعتراف كل قادة العالم بأنه الملك "الأذكى في العالم العربي" في مقدمتهم الرئيس الفلسطيني عباس أبو مازن وغيره..فهل اعتراف هؤلاء يساويه طنين بعوضة تنظر إلى قمامة التاريخ بغبش نملة، وتتمثل في الخلافة الإسلامية" كما استحدتثها البغدادي في الشام والعراق بالدم والسيف والهمجية المطلقة، نموذجا لها، تحت غطاء السلم ونبذ العنف، وهي كذبة كبرى يقول فيها نيتشه في إحدى شذراته العميقة من كتابه "أفول الأصنام": وحدها الدودة تنطوي تحت الحذاء من فرط التواضع..ونحن نقول وحدها العدل والإحسان تتدوش وتسالم تحت قوة الحكم وديمقراطية مؤسساته وحداثتها في انتظار "القومة الكامونية"، وتناور من تحت جلباب نبذ العنف أمام نصرة الرحمان لإمارة المؤمنين بيد ملك شاب جعل من الإسلام في المغرب نموذجا خفّاقا، وداع صيته حتى أصبح المغرب الإسلامي معينا ومنهلا لكلّ قادة العالم، والحمد لله مسح عن الإسلام صورة الحقد والكراهية والدموية، ليصبح الدين السمح القائم على الحب والتآخي..نعم أخرجه أمير المؤمنين من ظلمات الكهوف إلى نور الحياة وجعله شمسا وصل إشعاعها كل نقط المعمور.