في مقال له بموقع "دومان أونلاين" اجتهد السلفي الجهادي، رضا بنعثمان، الذي سبق أن أدانه القضاء بـ 4 سنوات سجنا نافذا بتهمة الإرهاب، ( اجتهد) طويلا من أجل التشكيك في حقيقة التهديدات الإرهابية التي تستهدف المغرب، وبعد طول لف ودوران ( سنعود إليه) خلص إلا أن ذلك يشكل وسيلة لزرع أجواء من الخوف، ومدخلا لحملة من الاعتقالات الجديدة في صفوف "الإسلاميين" وغيرهم.
رضا بنعثمان تساءل في مقاله، الذي توقف فيه طويلا عند ما حدث بمجلس النواب يوم الثلاثاء الماضي، حيث أعلن وزير الداخلية محمد حصاد، في جواب عن سؤال محوري، أن 1122 مغربي التحقوا للقتال في سوريا في صفوف "داعش" التي أصبحت دولة الخلافة الإسلامية فيما بعد، ( تساءل) عن السبل التي اتبعها هؤلاء لمغادرة التراب الوطني، متهما الأجهزة الأمنية بالتساهل وغض الطرف عن ذلك، علما أن القانون لا يسمح لأي جهاز مهما كان بمنع مواطن من حقه في السفر إلا بموجب قرار قضائي، لأن حرية التنقل يكفلها الدستور.
فهل كان رضا بنعثمان يريد أن تمنع الأجهزة الأمنية هؤلاء من المغادرة التراب الوطني؟ وأن ترمي بهم في غياهب السجون لمجرد أنهم سيركبون طائرة متوجهة إلى تركيا، وهي وجهة سياحية مفضلة لدى الكثير من المغاربة، الذين يقصدونها قصد التسوق أو قضاء العطلة، وليس القتال في صفوف "داعش"؟
هل الأجهزة الأمنية بمقدورها أن تعلم ما يدور بخلد كل شخص( سواء أكان ملتحيا أم غير ملتحي) يريد السفر، ما دامت أجهزة السكانير لا تستطيع أن ترصد ما في القلوب والعقول، بل ما في الأمتعة والمعدة والأمعاء؟
وأكثر من ذلك أراد رضا بنعثمان أن يوهم القراء أن هناك إرادة (ما) للتخلص من هؤلاء مادامت فرصة بقائهم أحياء ضئيلة في ظل الحرب، متجاهلا أن أي بلد لا يمكن أن يغامر باستقراره، ويبني أمنه على علم الغيب، أو أن يعتمد على مثل هذه المقاربة في تجفيف منابع التطرف.
لقد ضل هذا السلفي الجهادي الطريق، وحاول أن يُلبس الحق بالباطل، و أن يتزعم حملة من التشكيك، في حقيقة التهديدات الإرهابية التي باتت حقيقة لا ينكرها إلا جاحد.
قبل أيام، ومباشرة بعد العمل الإرهابي الذي أودى بحياة 14 جنديا من وحدات الجيش بجبل الشعانبي، حذر وزير الدفاع التونسي غازي الجريبي دول شمال إفريقيا من مخططات إرهابية تستهدف أمنها، وخصوصا المغرب ومصر.
وأكد الوزير أن ما يحدث في تونس ليس حربا محلية، وإنما هي حرب إقليمية تشمل كامل المنطقة "لأن هناك جهات تريد تغيير نمط العيش في هذه الدول" في إشارة إلى أن هناك رغبة في فرض أفكار متطرفة على الدول المغاربية.
فهل وزير الدفاع التونسي متواطئ مع مخطط المغرب؟ وهل العسكريون الذي قتلوا، ظلما وعدوانا، لم تزهق أرواحهم الأيادي الآثمة للإرهاب، بل تم اغتيالهم من باب التخويف وشن حملة اعتقالات في صفوف "الإسلاميين؟
لا شك أن رضا بنعثمان عنصر في تلك الجهات التي تسعى إلى إيجاد مبررات لحماية الإرهاب، وتكريس الفكر السلفي الجهادي.