الكاماراد وفاء شراف، نائبة الكاتب العام المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع طنجة وعضو اللجنة المحلية لشبيبة النهج، وناشطة بحركة 20 فبراير بعد النجاح الباهر الذي عرفته الوقفة العمالية التي دعا لها مجلس عمال وعاملات مدينة طنجة بساحة التغيير بني مكادة، والتي شاركت فيها شبيبة النهج الديمقراطي إيمانا منها بأهمية نضالات ومطالب الحركة العمالية بإعتبارها المحور الأساسي للتغيير.
الكاماراد تم اختطافها من طرف عنصرين من الأمن بلباس مدني ليتم اقتيادها إلى سيارة "سطافيت" وتعذيبها لمدة ساعتين داخل السيارة مع وابل من السب و التهديد، ثم رميها بمنطقة اڭزناية التي تبعد عن المكان الذي اختطفت منه ما يقارب 12 كلم كما جاء في بيان شبيبة النهج الديمقراطي.
أما الفرع المحلي للجمعية المغربية بطنجة فقد كان أكثر تفصيلا في سرد دقائق العمل الجبان الذي قامت به عصابة إجرامية "منظمة" حيث تم إقتياد الكاماراد بالقوة إلى سيارة "سطافيط" التي كانت تنتظرها، حيث قام أعضاء العصابة بوضع عصابة banda على عينيها داخل السيارة لمدة ساعتين و تم الإعتداء عليها جسديا ولفظيا والسطو على مبلغ مالي يقدر ب 2700 درهم التي كانت بحوزتها، وتهديدها واستنطاقها ليتم رميها بمنظقة خالية بجهة ڭزناية التي تبعد عن المدينة بحوالي 12 كلم وهي في وضعية جسدية ونفسية خطيرة.
وحتى لا نطيل عليكم نعفيكم من باقي الكلام الكبير الذي يكون دائما مسبوقا بلازمة "وعليه نعلن للرأي العام الوطني و الدولي ما يلي":
ومن جانبه دخل على الخط المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان الذي لا يجمع إلا les grands camarades في الرباط ووجه إرسالية إلى وزير العدل حول ما تعرضت له الكاماراد العمالية الديمقراطية الحقوقية الإجتماعية المتطوعة وفاء شراف.
ومن جانبها تطوعت الكاماراد وفاء بتنوير الرأي العام بالصوت والصورة حول ما جرى لها يوم 27 أبريل و كانت تتكلم كوكيل للملك، لا تقول الوقائع حتى يحكم الناس بل لا تنطق إلا تكييفا للوقائع التي .....، والأجمل ما في التسجيلات المرئية التي أذاعتها، هي ترديدها كل مرة لكلمة "إلى آخره إلى آخره"، ويستنتج بعد ذلك المحققون أن شحها في الحكي كان مرده عدم استكمالها للرواية بتفاصيلها وأن عقلها لم يكن متساكنا إلا مع العناوين الكبرى، الإختطاف، التعذيب، الإحتجاز، السب، القذف، التهديد، الممارسة الحاطة بالكرامة... حتى تأخذ لنفسها الوقت الكافي لصياغة التفاصيل.
تفاصيل الإختطاف الجبان كما روتها "كاماراد كِيدْنَابِي" يوم الإختطاف 27 أبريل 2014:
في شكايتها المكتوبة الموجهة إلى النيابة العامة:
يوم الإختطاف 27 أبريل 2014 على الساعة السابعة و النصف
كيفية الإختطاف: 2 أشخاص قاموا بإمساكي من الخلف و رموني على متن سيارة و لم يكتفوا بذلك بل قاموا بإغلاق عيني حتى لا أتمكن من التعرف عليهم و الأكثر من ذلك أشبعوني ضربا مبرحا في أنحاء جسمي ناهيك عن السب و الشتم و القذف بكلام أستحي ذكره أمام محكمتكم الموقرة و التعذيب و التلفظ بألفاظ نابية.
أشياء أخرى مهمة: سرقوا من محفظتي مبلغ 2700 درهم و كسروا لي الهاتف النقال، ناهيك عن التهديد بالتصفية الجسدية في حالة تكراري لمشاركاتي في الأشكال النضالية و الإستهزاء بالحزب الذي أنتمي إليه (أي حزب النهج الديمقراطي المقدس).
مدة الإختطاف وما إلى ذلك: ساعة ونصف قبل أن يتم رميي بمكان مهجور بمنطقة ڭزناية.
مدة العجز من جراء التعذيب و الضرب المبرح: 12 يوما.
تفاصيل أخرى عن معاناة كاماراد كيدنابي وردت في تصريحات أمام الضابطة القضائية.
التاريخ هو التاريخ والساعة هي الساعة والتليفون هو التليفون والمال المسروق هو المال المسروق و مدة الإختطاف و التعذيب والإحتجاز هي هي، و مكان إطلاق السراح هو هو و حده عدد المختطفين انتقل من 2 إلى 4 ولا تفاصيل عن نوعية السيارة ولا ترقيمها.
بداية الشك في رواية كاماراد العايلة:
الشكاية تعامل معها المحققون بجدية كبيرة، تم الإنتقال إلى المكان المفترض للإختطاف في يوم مشابه و في ساعة مشابهة، ساحة تافيلالت تعج بالناس فمن الصعب أن يتم اختطاف، تم الإستماع إلى الكورتيي المكلف بتنظيم دورية الطاكسيات أكد تواجده في المكان و قيامه بعمله كالمعتاد لكنه نفى أن تكون عملية من هذا النوع تحدث بدون أن تثير انتباهه خصوصا على الساعة السابعة و النصف أمام مدرسة ولادة، بائع النقانق المتواجد في المكان المواجه للمدرسة لم يكن مفيدا في البحث و لم يلاحظ يومها أي تحرك يمكن أن يعزز فرضية الإختطاف.
الكاميرات المتواجدة في المنطقة و الأزقة المتفرعة لم تؤكد فرضية الإختطاف، مراجعة كاميرات الأبناك لم تكن مفيدة بإستثناء أن المعنية سحبت يوم اختطافها فجرا مبلغ 300 درهم.
و مع ذلك فالمحققون لازالوا على خطى الخاطفين خصوصا أن أختها نادية نشرت يوم الإختطاف تغريدة على الفايسبوك تفيد أن أختها اتصلت بها قبل قليل و سمعت صياحا قبل أن ينقطع الإتصال و تطلب من جميع أصدقاء أختها أن يتصلوا بها إذا كانت لديهم معطيات.
تقول التغريدة: " سلام عليكم، شكون عارف شي حاجة على وفاء راه صوناتلي بالنمرة ديالها الغوات موراها طفا تليفون لي عارف شي حاجة يقولها لي و شكرا".
لكن ما أثار شكوك المحققين هو أن التغريدة كان أول المتحاورين معها هي المختطفة نفسها من حسابها في الفيسبوك، مما دفع المحققين إلى مراجعة النيابة العامة من أجل الأمر و استخراج سجل المكالمات الواردة و الصادرة الخاصة بالمختطفة، و كانت المفاجأة الأولى، لم يكن هناك أي اتصال بين المختطفة و أختها (هالكدوب بدا يبان) طيلة يوم الإختطاف، و تيلفون المختطفة استعمل النت للولوج إلى شبكة التواصل الإجتماعي على تمام الساعة الثامنة و 45 دقيقة أي في عز الإختطاف و التعذيب و الإحتجاز.
الشك سوف يتعزز بعد الإستماع إلى الضحية من جديد التي أفادت بأنها استقلت طاكسي صغير الذي أدى ثمن النقل به أختها الصغيرة بعد تكليفها من أمها، و أن أباها هو الذي تكفل بإصلاح تيلفونها الذي كان تعطل بفعل ضربه على الأرض من المختطفين.
أبو الضحية كان صريحا في البداية، لم أصلح أي تيلفون و يومها كنت في المسجد حيث صليت العشاء و لم أعد إلى البيت إلا بعد الواحدة صباحا كانت الضحية حينها في غرفتها.
الأم عززت تصريحات ابنتها وأفادت أنها أدت عنها تذكرة الركوب وسلمت لإحدى بناتها 20 درهما حتى تؤدي واجب الركوب و أختها أكدت أنها أعطت لسائق الطاكسي الصغير 20 درهما فأرجع لها خمسة دراهم بعد أن اقتطع 15 درهما.
أثناء إعادة تمثيل الإختطاف أسرت العايلة المختطفة على أنه تم رميها في مكان خال في منطقة ڭزناية خارج طنجة و أرشدت المحققين إلى المكان الذي أطلق سراحها فيه.
مراجعة المحققين لوثائق التعمير أثبتت أن النقطة التي تم إطلاق سراحها فيها هي نقطة خارج المدار الحضري ، و بالتالي لا يمكن أن يصلها الطاكسي الصغير لأنها منطقة قروية.
بناءا على كل التناقضات التي وردت في تصريحات المعنية وعلى اعتبار أن الأمر يتعلق بإختطاف و كما يسمح بذلك القانون، أخضع المحققون بأمر من الرئيس الأول لمحكمة الإستئناف بطنجة تيلفون الضحية وأمها وأختها صاحبة تغريدة الفايسبوك إلى التنصت، بعدها تأكدت الشكوك وحصل المحققون على أدلة مادية تثبت أن واقعة الإختطاف مختلقة وأن تغريدة الفايسبوك قامت بها شخصيا مدعية الإختطاف، و أن أمها و أختها لم يؤديا لا تذكرة الطاكسي لا الصغير و لا غيره، و أن المختطفة كانت في بيت أهلها وقت الإختطاف و أن الأمر مفبرك بالكامل من أوله إلى آخره.
بقلم الأكوري