البعض يغيظهم أن يأتي مدح المغرب من الخارج، وهؤلاء باعوا أنفسهم للشيطان ليفعل بهم ما يشاء مقابل فتات زائل، والكفر بنعمة الأوطان من أخطر أنواع الكفر، ويغيظهم أكثر أن يكون محور الحديث الجيد عن جلالة الملك محمد السادس، وقد استشاطوا غضبا عندما أعلن المجلس الدولي لحقوق الإنسان والتحكيم والدراسات السياسية والاستراتيجية عن نتائج الاستفتاء الذي أجراه حول لقب أكبر شخصية مؤثرة في العالم، وذلك خلال شهر كامل من 3 يونيو إلى 2 يوليوز، وجاء ترتيب جلالة الملك في الرتبة الأولى متبوعا بالمستشارة أنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية وباراك أوبما الرئيس الأمريكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ومن أهم الناس الذين اشتد غضبهم حتى لم يعودوا يعرفون ما يخرج من أفواههم، التي لا تصلح للشبه إلا بالمراحيض حاشاكم، هم ثوار الكمون وعملاء المخابرات الجزائرية، وعلى رأس هؤلاء مصطفى أديب قبطان "الزبل" المفصول من القوات المسلحة الملكية لإفشائه الأسرار المهنية. ويشبه مصطفى أديب أو قبطان الزبل شخصية فاوست، التي تلاعبت بها أقلام الكتاب والروائيين والمسرحيين والرسامين، حتى تحولت إلى حديث أسطورة، ففاوست هذا ورث عمه، ثم أنفق إرثه في تعلم كل ما يمكن تعلمه في زمنه: الطب، والفلسفة، والسحر، والدين، وكان أمله أن يصل إلى الحقيقة الكبرى التي تريح قلبه وعقله وضميره، ولكنه فشل في ذلك، وأشقته رغبته في الوصول إلى ما أسماه المعرفة الإلهية، فقارف المعاصي، وأضاع ماله في شهوات الجسد، ثم ناهز الشيخوخة ولم يستنفذ رغبته في متاع من متعة وسرور، وهنا ظهر له الشيطان، ففاوضه على عمر إضافي (أربع وعشرين سنة) مقابل جسده وروحه بعد انقضاء المدة المتفق عليها، فقبل فاوست، وأعاد له الشيطان فتوته، فانطلق من جديد إلى سبل الشر فسقا وقتلا وغواية وجناية ورذيلة. وتدور هذه المسرحية عن الدكتور " فاوست " الذي باع روحه من أجل الشيطان في سبيل .. لحظة كاملة. الشيطان في حالة أديب ليس بمعناه الديني ولكن بمعانٍ أخرى، منها أن أديب وبعد أن تم فصله من سلك الجندية أصبح جنديا في يد الشيطان الرجيم الذي لا يريد خيرا للمغرب ويسعى في الوسوسة وصناعة الشرور. لقد باع أديب نفسه لشيطان المخابرات الجزائرية التي تغدق عليه في مقامه بباريس، الذي يسميه منفى رغم أنه ليس ممنوعا من دخول المغرب، فالشيطان الاستخباراتي يمكن أن يفعل بأديب كل شيء حتى أن يأخذ جسده.
النهار المغربية