عزيز الدادسي
للجنون درجات ومقامات، لكن أخطر أنواع الجنون هو الذي يأتي في طريق البحث عن الشهرة والمال، وهذا مآل القبطان السابق مصطفى أديب، الذي وفي غمرة طموحه الزائد عن الحد وعن الإمكانيات باع نفسه لجهات متعددة تجتمع في الحرب ضد المغرب ومؤسساته، حيث تأكد بالملموس أن أديب عميل للمخابرات الجزائرية، وذلك مقابل عمولات يتلقاها من عائدات النفط والغاز، كما أنه شغيل لدى مولاي هشام مقابل إثارة الفوضى والضجيج.
والقبطان أديب يشبه كلب الزبالة، فهو معزول من الخدمة ليس لأنه فضح الفساد داخل القوات المسلحة الملكية، ولكن لأنه قام بإفشاء أسرار الجيش لصحيفة لوموند وهو عمل يمكن أن يستفيد منه العدو، ثم إنه لا ينتمي إلى المغاربة ولا أخلاقهم وأعرافهم، حيث قام بالاعتداء المعنوي على مواطن كان يرقد في المستشفى وفي وضع صحي حرج مهما كانت صفته ورتبته فهي لا تعنينا، بقدر ما يعنينا هذا السلوك الأرعن الصادر عن شخص فقد بوصلته.
وفي غمرة تحركاته المسيئة للمغرب، والتي يتقاضى عنها أجرين مزدوجين كما أوضحنا، جاء الاستفتاء الذي أجراه المجلس الدولي لحقوق الإنسان والدراسات السياسية والاستراتيجية، والذي دام شهرا كاملا، حيث جاءت نتائجه مخيبة لآمال زمرة ثورة الكمون، فقد جاء جلالة الملك محمد السادس في الرتبة الأولى من بين الشخصيات العالمية ذات أكبر تأثير في العالم وذلك قبل أنجيلا ميركل، مستشارة ألمانيا، والرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
هذا الترتيب أصاب زمرة ثورة الكمون بالجنون حيث كانوا ينتظرون نتائج مسيئة للمغرب لكن جاءت كالضربة القاضية لهؤلاء ويتبين ذلك من التعبير الذي أورده مصطفى أديب في صفحته الاجتماعية على الفايسبوك، وهو كلام لا يصدر إلا عن مجنون، لأنه مهما كانت الخصومة لا تصل إلى هذا الحد من الوقاحة والمستورد من قاموس "كلاب الزبالة".