بوحدو التودغي
لدى حسين مجدوبي، مدير موقع ألف بوست لصاحبه الأمير مولاي هشام ومراسل القدس العربي بمدريد، طريقة خطيرة في كتابة المقالات واقتناص أي كلمة يكتبها أي تافه ليصنع منها حدثا، وتتحول بضع كلمات في الفايسبوك إلى موضوع عام كأن يكتب مثلا " اهتمام المغاربة بملاحقة القضاء الإسباني لشقيقة الملك والفرنسي لساركوزي للضغط المعنوي على القضاء المغربي"..
وفي الصحافة التي تحترم نفسها لا يمكن التعويم والتعميم إلا بوجود أرقام استطلاعات دقيقة وفق المعايير المتعارف عليها.لكن مجدوبي اختار أن يختزل المغاربة كلهم في شخص بينه وبين الحمق بضع درجات، الله يستر جميع المغاربة، ويتعلق الأمر بأحمد بن الصديق الذي تحول إلى شاعر الفايسبوك، فهو يمثل المغاربة حسب مجدوبي مع العلم أنه مرفوض من الجميع ولم يجد ضالته إلا في السب والشتم بعد أن انخرط في جوقة ثورة الكمون، حيث تولى ترجمة يوميات الأمير المنبوذ ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
فليس المغاربة وحدهم من اهتم بتوقيف الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي والتحقيق معه بتهم استغلال النفوذ وغيرها، وليس المغاربة وحدهم من اهتم بالتحقيق مع شقيقة ملك إسبانيا، ولكن لأنه موضوع إخباري من هذا الحجم فإنه نال اهتمام جميع الناس.
لكن مجدوبي لا يعرف أن الطريقة التي تم بها التحقيق مع ساركوزي وما قاله هذا الأخير هو اهتمام من نوع آخر، أي أن هذا القضاء ليس مستقلا وبالتالي فإن قبول شكايات كيدية ضد مسؤولين مغاربة ومنهم عبد اللطيف حموشي، المدير العام لمديرية مراقبة التراب الوطني، ليس مبنيا على أسس متينة وإنما مبني على محاولات انتقام يديرها بعض الاشتراكيين الفرنسيين منذ زمان.
فكيف يعقل أن يتم اعتقال رئيس سابق بتلك الطريقة رغم أن بعض مرتكبي الجرائم تتم متابعتهم بطريقة أخرى وتوجيه الاستدعاء إليهم؟ إن ما جرى مع ساركوزي هو انتقام الاشتراكيين منه، وأكد هو بعظمة لسانه في تصريح للقناة الأولى الفرنسية أن قطاعا من القضاء الفرنسي منخرط في إحدى النقابات التابعة للحزب الاشتراكي الحاكم.
إذا كان الرئيس الفرنسي السابق يشكك في مصداقية القضاء الفرنسي فهذا يعني أن ما قام به تجاه المسؤول الأمني يدخل في إطار الكيدية التي تطبع الاشتراكيين الفرنسيين الذين كانوا دائما ضد مصالح المغرب منذ الشيخة سيئة الذكر دانيال ميتران التي كانت تناوئ على طول التاريخ مصالح المغرب.