هل ما حدث في الداخلة مجرد أحداث شغب بريئة أم أنها عمل إجرامي مقصود؟
الأكيد أنه لا يمكن اختصار ما حدث من العنف بلغ حد القتل، و تخريب وصل حد إحراق السيارات، هي مجرد فوضى عقب انهزام مولودية الداخلة في مقابلة لكرة القدم، لأن النتيجة، في الحقيقة، ما هي إلا واجهة تتستر وراءها النيات المبيتة لـ "بوليساريو" الداخل، الذين انتهزوا مناسبة رياضية من أجل بت الفوضى على أمل التشويش على مسلسل يضيق عليهم الخناق يوما بعد يوم، خاصة بعد سقوط نظام معمر القذافي، وفشل الجزائر في ركوب قطار التغيير الديمقراطي الذي دشنه المغرب...
والأكيد، أن الجزائر، التي تجد نفسها في وضع الجالس بين كرسيين: ثورات عصفت بأنظمة عتيقة في تونس وليبيا وإصلاحات دستورية وسياسية بالمغرب، تبحث لها عن مخرج من بين البنادق القادمة من الشرق ونسائم الديمقراطية القادمة من المغرب، لذلك لا تتردد في دعم "كتائب" القذافي، التي اتخذت من أراضيها منطلقا لمهاجمة الثوار، كما لا تتردد في التحريض على الفوضى بجنوب المغرب، خاصة بعد أن اقترب "البوليساريو" من الاستسلام لصيغة الحكم الذاتي، لذلك فإن ما حدث في الداخلة ليس مجرد شغب أطفال هالهم انهزام فريقهم في مباراة، بل مخطط يغذيه حقد جينرالات الجزائر في رؤية المغرب يخرج من ربيع الثورات العربية بدستور جديد بينما تجهل الجزائر ما ينتظرها من مصير.
والأكيد، أن قطار التغيير الذي ركبه المغرب، ويسير بكل ثقة نحو المستقبل، يزعج الجزائر، التي لا تزال مشدودة إلى الوراء... إلى زمن المؤامرات والدسائس والمكائد عل ذلك يسعف حكام قصر المرادية في التغطية على عجزهم في التجاوب مع هذه اللحظة التاريخية.