اجتمعت ثلاثة وسائل إعلام في أوركسترا واحدة لعزف مقطوعة مكررة تدافع عن مصطفى أديب باعتباره ضابطا سابقا في القوات الجوية فضح الفساد داخل الجيش، وقبل أن نعود لهذا الموضوع، لا بد من الحديث عن الفعل الجبان الذي أقدم عليه أخيرا، وهو الفعل المخالف للقانون والأعراف والتقاليد المغربية. فقانونيا كان لزاما على الدولة الفرنسية حماية ثاني شخصية عسكرية في المغرب، مع ما تحمله هذه الصفة من دلالات، ومن ثقة القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، فهو يمثل الملك عسكريا، وبالتالي كان على الدولة الفرنسية، العريقة في العسكرية وفي القوانين حماية ضيف يعالج لديها في مستشفى فال دو غراس، ولم يكن مقبولا تركه عرضة لترهات قبطان سابق حوكم على أفعال ممنوعة على الجنود. ومخالف هذا الفعل للأعراف والتقاليد بحكم أن الرجل الذي تم الاعتداء عليه، بغض النظر عن رتبته العسكرية وعن موقعه في مؤسسات الدولة المغربية، هو مواطن يتلقى العلاج، وبالتالي من العيب إزعاجه في لحظة مثل هاته إلا من قليلي الأدب، وموظفي المخابرات الأجنبية وعملائها. ولهذا لا نستغرب أن تجتمع وكالة الأنباء الفرنسية مع موقع ألف بوست مع دومان أون لاين في الدفاع عن هذا الموتور. فالوكالة الفرنسية معروفة منذ زمان بانحيازها للجزائر، وهي تهاجم المغرب كل صباح، وكلما افتتحت أخبارها تبحث عن أي شيء في المغرب لتسيء إلى هذا البلد. أما ألف بوست فهو مجرد وكالة أنباء للثورة الحمراء التي يتزعمها مولاي هشام، وصاحبه حسين مجدوبي فضحه صديقه الآخر علي لمرابط، المرتبط أيضا بجهات إسبانية معادية للمغرب، واتهمه بالحصول على أموال طائلة من الأمير صاحب يوميات أمير منبوذ، وذلك مقابل زعزعة الاستقرار في المغرب. فاجتماع هذه الوسائل سينقل الحقيقة مقلوبة وبصمات الثورة الحمراء موجودة في هذه الروايات، ولم تتحدث ولا واحدة منهم عن الاعتداء على الجنيرال دوكوردارمي عبد العزيز بناني، وهو أمر مشين ومخالف للقوانين الفرنسية والقوانين الكونية ومخالف للحق في الحياة، فإذا كان القبطان السابق يعتقد أن لديه ما يفيد إدانة هذا القائد العسكري فما عليه سوى أن يلجأ للقضاء. وفي تعليل سبب اعتقال القبطان السابق وخروجه من المغرب لا نسمع سوى حديثا عن كونه بعث رسالة يفضح فيها الفساد داخل مؤسسة الجيش، وهذا كذب لأن آخرين كتبوا رسائل وتم اتخاذ إجراءات في هذا الشأن مع الاحتفاظ بسرية الرسائل وهي من طبيعة المؤسسة العسكرية، لكن أديب تمت محاكمته بتهمة إفشاء الأسرار العسكرية، حيث لم يتورع هذا القبطان في كشف أسرار الجيش التي يعرفها للصحافة.