عزيز الدادسي
نشر موقع إلكتروني حديث العهد مقالا تحت عنوان "أمنيستي" تتهم "DST" بتعذيب مواطن مغربي لمدة 12 يوما. المقال مستوحى مما نشرته منظمة العفو الدولية على صفحتها في الموقع الاجتماعي الفايسبوك. حيث نشرت المنظمة رسومات تبين طرق التعذيب، كما زعمت، التي تعرض لها المواطن المغربي علي أعراس لمدة 12 يوما على أيدي موظفين حكوميين في المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.
ونقل الموقع عن صفحة المنظمة أن المعني بالأمر كان قد "أُدين استناداً على أساس واحد هو الاعتراف الذي انتُزع منه تحت وطأة التعذيب". وقفة بسيطة مع هذا الكلام تبين أن أمنستي احترفت الكذب على المغرب، وأن المغرب أصبح الشغل الشاغل لهذه المنظمة، وكان حريا بها أن تبقى وفية لأعراف وقواعد ومعايير الدفاع عن حقوق الإنسان، الذي حولته إلى وسيلة ابتزاز خطيرة ضد بعض الدول، فهي حولت التقارير إلى خدمة عمومية موضوعة رهن من يدفع أكثر، وخصوصا إذا كان الدافع بلدا نفطيا وغازيا مثل الجزائر، التي توظف هذه المنظمة لضرب المغرب، أو إذا كانت العطايا تأتي بسخاء من الأمير الأحمر، العضو في مجلس أمنائها فقط لأنه يمنحها المال، وكل ما يكتب عن المغرب لا يخرج عن هذا السياق.
فالمنظمة أشارت فقط إلى مواطن مغربي وليس علي عراس، عضو التنظيم الإرهابي الذي أسسه عبد القادر بلعيرج، وهي محاولة لتظهر مواطنا بريئا لم يقم بأي جرم، وأن هناك مؤسسة أمنية ليس لها شغل اعتقلته وعذبته ولفقت له تهمة. فالمؤسسة الأمنية المذكورة تحمي الأمن وبالتالي ليست في محط هذه الشبهات.
لو كان علي عراس تم استهدافه وهو بريء لتم استهداف شخصيات تسيء لسمعة الدولة والمجتمع. فاعتقال علي عراس جاء بناء على قرائن، وليس كما قالت المنظمة إنه تم الحكم عليه بناء على اعترافات تحت التعذيب.
فقبل اعتقال علي عراس توفرت الجهات المختصة على ملف ضخم، هو خلاصة التتبع وخلاصة التحقيقات مع شركائه في العمل الإرهابي، حيث اعترفوا جميعهم بدون استثناء بكون عراس إرهابي بدرجة تاجر سلاح، حيث قام في فترات مختلفة بشراء السلاح وإدخاله للمغرب، ولو استطاعت المنظمة الإرهابية التي انتمى إليها تنفيذ مشروعها لكانت الكارثة، لكن أقدار الله حمت هذا البلد بفضل عيون ساهرة طول الليل وأطراف النهار حتى لا يمس البلد بسوء.
بأي معنى وبأي مغزى يتم تعذيب مواطن لا علاقة له بالموضوع وتقديمه للمحاكمة؟ لو كانت الجهات المختصة بحماية أمن البلد تشتغل بهذه الطريقة لكانت الخلايا الإرهابية تقف أمام أبوابنا اليوم ولا من يعرف عنها خبرا. لكن الرجل متورط حتى النخاع في قضايا الإرهاب بشهادة زملائه وشركائه.
لقد فضحت بعض وسائل الإعلام بناء على مصادر موثوقة العلاقة التي تربط فريدة عراس شقيقة الإرهابي تاجر السلاح علي عراس بزعيم ثورة الكمون، حيث يحرك هذه الجوقة مجتمعة خصوصا بعد فشل خروجه الإعلامي عبر يوميات أمير منبوذ، وإذا علمنا علاقته بأمنستي نفهم بسرعة هذه الضجة التي تحدثها من أجل عراس.