يفضل مولاي هشام على ألا يضع يده في الماء الساخن، بل يختار العيش الرغيد وبهناء ولما يستيقظ من غفوته يسلط سهامه ضد البلد الذي منحه اللقب والجاه، وبعدما عاد هنيهة للمغرب دون أن يحافظ على أصول أهله ها هو اليوم يذهب إلى فرنسا بضواحي مدينة بوردو للمساهمة في مؤتمر دولي حول الربيع العربي. مولاي هشام لا يهمه من الربيع العربي وروده فهو يعشق الشوك مثل البهائم بل هم أضل، ولو كان يعشق الورود وذو ذوق سياسي رفيع لاصطف إلى جانب القوى الوطنية التي تساهم في بناء دولة حديثة وديمقراطية.وقبل أن يقوم الكتاتبي حمودي بكتابة مداخلة مولاي هشام في المؤتمر المذكور، والمداخلة من الدخول والخروج في الكلام، فنحن نعرف محتواها ليس رجما بالغيب ولكن لأن الرجل أصبح معروفا بالرؤية السوداء لكل ما يعتمل في المغرب من حراك.سيكتب حمودي وسيقرأ مولاي هشام أن المغرب يعرف شيئا بين الإصلاح والثورة وهو يتمنى الثانية، وهذا الشيء تقوده حركة قوية اسمها حركة 20 فبراير، ونحن نعرف أن الحركة ليست بالقوية ولكن لها تمثيلية ما قبل أن تسيطر عليها جماعة العدل والإحسان والنهج الديمقراطي، وسيقول إنها في توسع مطرد رغم أن الجميع بمن فيهم مؤسسوها يعترفون بتراجع إشعاعها بشكل كبير.وسيقول مولاي هشام إن المغرب بلد ليس ديمقراطيا رغم أن شهادات العالم ورموزه تؤكد أن المغرب يحتل مراتب مهمة في التحول الديمقراطي خصوصا وأنه اختار نموذجه بهدوء دون أن تتضرر واحدة من مكوناته، لقد انخرط في الديمقراطية والحداثة دون أن يمس شيئا من هويته الوطنية، وهذا اختيار صعب للغاية لكنه امتحان اجتازه المغرب بسلاسة معهودة في تاريخه.وسيقول مولاي هشام إنه على الملكية في المغرب أن تتطور، وهو كلام حق أريد به باطل، لأن الملكية في المغرب ثابت متغير في الزمان، مرتبط باختلاف الأسلوب ونمط الحكم، ويعرف المؤرخون والمحللون السياسيون أن الملكية بالمغرب من بين الأنظمة الأكثر مرونة، ويظهر ذلك من خلال سرعة الاستجابة للمطالب الاجتماعية في تفاعل غريب بين المؤسسة الحاكمة والمحكومين إلى درجة الاشتراك التاريخي في الثورة.وبمجرد أن نعرف الجهة التي تنظم المؤتمر وطبيعة المدعويين نعرف الهدف منه، أي ليس معرفة الحراك السياسي والاجتماعي في العالم العربي، ولكن الإساءة فقط لبعض الدول التي لا تريد الخضوع للابتزاز.نحن نعرف جيدا جون بيار تيكوا الصحفي المتخصص في المغرب أو المتخصص في ابتزاز المغرب، وهو صاحب كتاب آخر ملك، ويعرف الناس جيدا أن صحفيا كان يريد أن يحتل إبنه موقعا مهما ولم ينله هو من يزوده بالمعلومات مع العلم أن الصحفي المذكور ليس سوى "جامع" نميمة المقاهي.