كلما حقق المغرب خطوة هامة في الحقوق و الحريات أو أنجز استثمارا يعود بالنفع على المغاربة وعلى دول الجوار و ودول المنطقة أو حقق نصرا سياسيا على أعداء السلم من الجيران إلا ثارت ثائرة بعض المنابر الإعلامية والإعلاميين ممن اعتادوا أن يكنوا العداء للمغرب و مؤسساته من أجل العداء فقط، أو لأنهم يقبضون من الجهات السخية التي تغدق عليهم من عائدات الغاز و البترول. هده "نيويورك تايمز" الأمريكية المعروفة في خطها التحريري بتعاقداتها غير المهنية و بمحاباتها لمن يدفع أكثر و بالعملة الصعبة وأشياء أخرى يعرفها العاملون بهده الصحيفة و المتعاملون معها، تابعت الملك محمد السادس في جولته الأخيرة إلى تونس وترصدت حركاته وسكناته سواء أثناء أنشطته الرسمية هناك أو غير الرسمية، ولما تأكدت من نجاح هده الجولة الملكية على أكثر من صعيد غاضها هدا النجاح الكبير الذي أكده السبق السياسي إلى بناء مغرب عربي جديد والدينامية الاقتصادية التي أشرت عليها العديد من الاتفاقيات الثنائية بين المغرب وتونس الهادفة إلى بناء هدا المغرب الكبير الذي تبين أن أعداء من أمثال "نيويورك تايمز" ومن يسخرها لا يريدون له أن يتحقق على أرض الواقع مهما كلف الثمن لأن مصلحتهم في استمرار التفرقة أكثر من مصالحهم في اتحاد مغاربي، ولما لم تجد ما تكتبه من انتقاد راحت تنسج من خيالها عن أحداث لم تقع بالمغرب بعد عودة الملك المظفرة من الديار التونسية إلا في مخيلتها أو في مخيلة أولئك الدين أملوا عليها ما قد تنغص به على المغرب من افتراءات و ما هي ولا من معها بقادرين على قيد أنملة من التنغيص. إن "نييورك تايمز" تهذي هذيانا لا يسعفها فيه علاج ولا وصفات أطباء الجنون العقلي، و ذروة هذيانها يؤكده ما زعمت فيه من افتراء يفيد إن الملك محمد السادس أثناء عودته من جولته إلى تونس تصاعدت التوترات وازداد القمع في حق الصحفيين والنشطاء المطالبين بالديمقراطية.. ترى عن أي توترات وقعت بالمغرب تتكلم هذه الصحيفة التي يوجد لها أكثر من راصد في العالم العربي و يخدم لها أكثر من "رادار" آدمي و أخر آلي إن لم تكن فقدت بوصلتها و اختلط عليها النابل بالحابل و عوض أن تتحدث عن "الربيع الصحراوي" الذي يطوق مثلا عبد العزيز المراكشي في مخيمات تندوف بقيادة "حركة الشباب الصحراوي للتغيير"، وهو الربيع الذي لم تكلف نفسها التطرق إليه ولو في فقرة واحدة من مقالاتها الطوال. و عن أي قمع في حق الصحفيين والنشطاء ترصدته هده الصحيفة المغوارة بالمغرب، إن لم تكن وضعت بالإكراه فعلا على أعين صحافييها و مراسليها نظارات سوداء لغض الطرف عما يجري من قمع حقيقي مارسته وتمارسه" ولية نعمتها "الجزائر ضد حركة "بركات" و ضد الصحفيين الجزائريين و ضد النشطاء في منطقة "القبايل" و غيرها، سواء أثناء الانتخابات الرئاسية/ الفضيحة في أبريل الأخير، او ما تلاها من تداعيات على" الدولة" الجزائرية بكل مؤسساتها و على الشعب الجزائري المقهور المقموع بالآلة العسكرية المزمجرة التي أتت على الأخضر و اليابس من خيراته. مهما كتبت "نييورك تايمز" وأتباعها من المنابر المأجورة ضد المغرب و المغاربة فإن الواقع يسجل أن قافلة المغرب بقيادة الملك محمد السادس تشق طريق التنمية الاجتماعية و الاقتصادية و التشبث بمبادئ الديمقراطية و حقوق الإنسان، تشقها بثبات تاركة كلاب المناسبات ينبحون و يلهثون و راءها من دون أن يفلحوا في إدراك ركبها .. إن ما كتبته "نييورك تايمز" و تطرقت إليه عبر ذكر بعض الأسماء ممن اعتبرتهم ضحايا أمثال علي أنوزلا و معاد بلغوات أو ممن استندت إلى آرائهم من قبيل "منى الشرايبي" أو "اريك غولدشتاين" يفضح تآمر هده الصحيفة مع ذات الأسماء التي تم "استهلاكها" و استغلالها كـ"فزاعات" في العداء ضد المغرب، ليس من الجزائر أو البوليساريو و حدهما وإنما من طرف جهات أخرى و بعض المنابر الإعلامية و المنظمات المأجورة التي تم تسخيرها في مناسبات متفاوتة، من دون أن تفلح جميعها في النيل من المغرب.
محمد عفري