للكاتب الدكتور حاتم السكتاني.
ما أجمل هذه الأقدار التي تذكرنا بوحدة التاريخ المغربي الإسباني ولكم هو أروع أن يكون ملك المغرب الشاب من نفس الجيل الذي ينتمي إليه أيضا الملك الإسباني المقبل كدليل على أن المستقبل المشترك يبعث على التفاؤل برقم السعد "6".
رقم ستة هو الرقم الذي يرتب عدد الملوك المغاربة العلويين الحاملين لاسم محمد والإسبان الحاملين لاسم فيليبي الذين قدر لهم أن اعتلوا ويعتلون وسيعتلون عرش هذين البلدين الجارين. رقم "6" هو أيضا رقم الشهر الذي سيعتلي فيه الملك فيليبي عرش إسبانيا وهو مجموع عدد السنوات التي اعتلى فيها الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين إلى الآن : إذ نحن اليوم في السنة الخامسة عشر (15) من حكمه الرشيد وبإضافة 1 إلى 5 يكون المجموع هو 6. يا له من فأل حسن ومن رمز لترسيخ أخوة البلدين الجارين! ! !
أنصتوا يا سادة! هكذا سنسمعها ونكتبها بانتظام "جلالة الملك محمد السادس وجلالة الملك فيليبي السادس" اللذان لاشك أنهما سيتبادلان الزيارات ويطوران العلاقات ويعطيان للملكية إشعاعها وبعدها القاري بل الكوني كرد راق وموضوعي على بعض الأصوات النشاز وبعض الأشخاص الذين أصيبوا بأنفلونزا الخنازير فأصبحوا حاقدين ناقمين على ملوك العالم، إذ تنبأ بعضهم بأفول عهد الملكيات في القريب العاجل ممجدين الأنظمة الجمهورية الشمولية والدكتاتورية متناسين أن أعرق الأنظمة الديموقراطية هي وبلا نقاش الأنظمة الملكية كما هو الشأن في بريطانيا وإسبانيا وهولاندا والسويد والدانمارك وبلجيكا ... بالإضافة إلى الملكيات الديموقراطية الصاعدة كالمغرب. نعم ! المغرب ! (او شلل بيها فمك ! !). أما لائحة الدول الغنية والتي تتبوأ الرتب الأولى من حيث الدخل الفردي فهي إما ملكيات أو سلطنات أو إمارات : كموناكو وقطر والإمارات وبروناي والسعودية والدول الإسكندنافية، ولولا نظام الحكم لربما مسحت هذه الدول من الخريطة بل وحتى دول كأستراليا وكندا ونيوزيلاندا وما أدراك ما هذه الدول، لاتتردد في دسترة ولائها للتاج البريطاني دون ضغط ولا إكراه. (أولالا أسي ... ؟ ماعرفت نسيت سميتك ! ! ! !).
إن النظام الملكي لايتنافى مع الديموقراطية بل على العكس يضمن الوحدة والاستقرار كدعامتين رئيسيتين لكل بناء ديموقراطي سواء كان محافظا أو يساريا حداثيا. ولعل تجربة البلدان الخارجة من الربيع العربي تؤكد أن الديموقراطية لاتستكين وسط الفوضى والضوضاء والغوغاء والقلاقل والمؤامرات لأن من بين بعض الأنظمة الجمهورية من عاد به الحنين إلى النظام الملكي كموحد للقبائل والتيارات المتناحرة. الأنظمة الجمهورية ليست بالضرورة أنظمة ديموقراطية حتى وإن كان المصطلح يبعث الحماسة في قلوب المراهقين والشباب اليافعين إذ من الأفضل لنا أن نسمي الأمور بمسمياتها حين يتحول نظام جمهوري إلى ملكية مقنعة كما هو الشأن بالنسبة لدولة "الأفالقة" التي حكمها رئيس أربع ولايات متتابعة وكذلك دولة "الكساترة" بكوبا. كان على كاتب مقال "نهاية الملكيات" أن ينشرح صدره لما يراه من إشعاع للملكية المغربية في شمال وجنوب ووسط إفريقيا بدل الحديث عن هذا الموضوع بحجج غير متماسكة وباستنتاجات متسرعة ومتحيزة. لكن هذه ضريبة حرية التعبير والديموقراطية في المغرب الذي ترك عن قناعة وتبصر هامش التعبير يصل إلى أقصى ما يمكن أن يتصوره دعاة حقوق الإنسان. فاكتب يا أخي ماشئت، ستجد من يضحض حججك بكل ديموقراطية وروح رياضية! ! !
لقد تسرعت يا أخي في كتابة مقالك وماكان عليك أن تفعل. لكن تذكر أن الآتي من الأيام سيثبت لك أن المغرب وإسبانيا سيعيشان بإذن الله حقبة تاريخية سيسميها المؤرخون "حقبة السادسين" "La epoca de los sextos" كملكين شابين قويين متفائلين وديموقراطيين وموحدين لبلديهما في انتظار تشييد الجسر الذي سيربط المغرب بإسبانيا وإفريقيا بأوروبا بدل "النفق" الذي لم نر له "أفق".
الأنظمة الملكية، "يا قرائي الأفاضل"!، ضمانة للاستمرار وحصانة للاستقرار وتحمل في طياتها صمامات الأمان والأمن ومقومات التجديد والتحول والتدرج في التجارب والمسارات الديموقراطية بعيدا عن المزايدات والأقنعة والمصطلحات الفضفاضة والرنانة التي تلهب المشاعر وتدغدغ الأحاسيس لكنها واهية خادعة ماكرة هدفها الوحيد والأوحد هو الاستيلاء على السلطة وشرعنة الحزب والفكر الوحيدين.
إن تسليم السلطة والعرش من ملك أو سلطان أو أمير إلى ولي عهده لايمكن أن ينهض دليلا على زوال الملكيات بل على العكس إنه ترسيخ لسرمدية الأنظمة الملكية ولايعدو تسليم السلطة أن يكون سوى إعطاء المشعل للأقدر والأكفأ على تحمل هذه المسؤولية والأمانة العظمى لاأقل ولاأكثر من أجل ضمان الاستمرارية والفاعلية بطريقة سلسة وسلمية وديموقراطية، فليحيا الملكين السادسين ولتحيا العلاقات المغربية الإسبانية! إلى الأمام !
¡ Que vivan los Reyes Sextos ! ¡ Que vivan las relaciones entre Marruecos y Espana !
¡ Adelante !
وفي الأخير "اللي ماعندو ملك يشريه واللي عندو يحمد الله عليه". "فهمتني يا ... بيه! "