تواصل الصحافة الجزائرية حملتها التضليلية ضد المغرب، في إطار الحرب المفتوحة، التي يخوضها حكام قصر "المرادية"، الذين استحكم فيهم داء عضال اسمه: العقدة المغربية.
في هذا السياق استغلت صحيفة "ليكسبرسيون" الجزائرية إدانة 22 متهما بالإرهاب من طرف استئنافية الرباط، لتطلق العنان لإدعاءاتها وتزعم أن المغرب أصبح مشتلا لتفريخ الإرهابيين المتوجهين إلى القتال في صفوف القاعدة في بلاد الغرب الإسلامي، لكنها توقفت عند "ويل للمصلين"، وسكتت عن المقاربة الاستباقية التي نهجها المغرب، والتي سمحت له بتطويق الخلايا الإرهابية في المهد، وهي مقاربة تحظى بتنويه عالمي، وبالتالي فإن المغرب لا يضره في شيء الإعلان عن تفكيك خلايا الجهادية، لأنه ينشد الوضوح، ولا يترك الحبل على الغارب، كما تفعل السلطات الجزائرية التي تفضل الصمت عن هذه الخلايا حتى تظهر بمظهر البلد الذي يعيش في أمن واستقرار بينما يمخره الإرهاب، الذي أصبحت له مسالك وممالك فوق التراب الجزائري.
صحيفة "ليكسبرسيون" لم تتوقف عن هذا الحد بل سعت أيضا إلى الربط بين شبكات تهريب المخدرات وتمويل الإرهاب، واعتمدت في هذا الإطار سياسة الغمز واللمز إزاء المغرب، باعتباره بلدا منتجا للقنب الهندي، وذلك في محاولة لدرء شبهة التورط في الإرهاب حتى النخاع عن "البوليساريو"، وكأن المغرب وحده من يحاول أن يلصق هذه التهمة به، بينما ـ في الحقيقة ـ العديد من التقارير الدولية هي التي أكدت ذلك، وكذا الوقائع الحية...
فقد حذرت العديد من التقارير الدولية من تنامي العلاقة بين تنظيم القاعدة في الغرب الإسلامي الإرهابي وجبهة البوليساريو. وأكدت أن توطد هذه العلاقة يشكل تهديدا حقيقيا على المنطقة المغاربية ومنطقة الساحل والصحراء، خاصة دول موريتانيا والنيجر، بالإضافة إلى مالي، التي انطلق فيها فعليا تنزيل هذا السيناريو.
وكان تقرير أنجزته مجموعتان دوليتان للتفكير، هما مجموعة "سوفان" المتخصصة في البحث في القضايا الإستراتيجية وكذلك المجموعة الأمريكية "أتلانتيك كانسيل"، أكد هذه الحقيقة، واستدل على ذلك بما تم تسجيله في الفترات الماضية من حالات اختطاف استهدفت ناشطين إنسانيين يحملون جنسيات غربية، ويتحدرون بالخصوص من إسبانيا وإيطاليا.
وأكد التقرير أن شباب الجبهة المحبط جراء الأوضاع التي يعيشها بات صيدا سهلا للجماعات الإرهابية. وأشار إلى أن هؤلاء الشباب صاروا أداة تلك الجماعات لتنفيذ عمليات اختطاف أو تنشيط تهريب المخدرات ومواد أخرى كالسجائر، وغيرها من الأنشطة الإجرامية، ومن بينها الجريمة المنظمة.
وكانت تقارير دولية، أمريكية وأوربية، حذرت في وقت سابق من تنامي أنشطة الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء، خصوصا بعد الأحداث التي عرفتها دولة مالي في الأشهر الثلاثة الأخيرة، كما أشارت بالبنان والبيان إلى تحول مخيمات تندوف إلى حطب يزود نيران الجماعات الإرهابية بالحطب الضروري... وهو في هذه الحالة الشباب اليائس.