أنا لا أعرف الزاكي الإنسان، كما أعرفه كمدرب، ومؤكد أنه لا يعرفني بالمرة.. ومعرفتي بالزاكي يعود الفضل فيها، لغباء المنتخب الجزائري لكرة القدم، الذي تخلى ـ في دقيقتين من الوقت المضاف ـ عن فوز كان في جيبه، على المنتخب المغربي، في نصف نهائي "الكان " سنة 2004..
وعرفته بمناسبة الاحتفالات التي خصصت له ولمنتخب كرة مهزوم.. احتفالات فاقت الاحتفال التونسي بمنتخبه الفائز ب "الكان" .
وكانت المرة الأولى على الصعيد العالمي ـ على حد علمي ـ التي يتلقى فيها الخاسرون والمهزومون المدائح والمكافآت بسخاء غير محدود..
وهذه عادتنا في المغرب ـ والحمدلله ـ أننا نغني للخسائر، وندفن الأرباح.. كما نميل للفاشلين ونحارب المتفوقين..
كما يعود الفضل ـ في تعرّفي على الزاكي " المدرب ـ إلى صحيفة مغربية تدافع عنه بنفس الحماس الذي تدافع به عن كل رئيس كرة له شكارة " مشحونة "بالنقود..
وهي لا تدافع عنه بالكشف عن منجزاته الخالدة كرجل كرة أو مدرب كرة..ولكنها " تتخبّى " في العموميات، وتنعته بالمدرب المحنك، ولا أدري ما هوالمقصود ب " المحنك..؟
هل المقصود هو أن الزاكي بارع وماهر في شغله ولا يضاهيه غيره في البلد.. ومنجزاته تشهد له بذلك؟
أم المقصود أن له حنكان كبيران..؟
أو المقصود بذلك، أنه محنك أي "مكتنز"بالصحة والعافية، وفي البادية يقولون عن العجل السمين.. هذا محنك بالشحم واللحم..
وهناك من يقصدبالشخص المحنك..الإنسان الغبي " المجمّك " الذي لا يفهم شيئا، ولا أظن أن حقودا يمكن أن يحسب الزاكي على ذلك النوع من المحنكين..
وإذا كنا ننعت الزاكي بالماهر والبارع، وهو لم يعمر في الفرق التي دربها أكثر من بضعة أشهر، فما ذا نقول عن مدربين فازوا مع فرقهم ببطولات وكؤوس ، كمديح واللوزاني والطاوسي والعامري..؟
وتمدح الصحيفةالمذكورة الزاكي وهي تنعته بالإطار الوطني: وكأن باقي المدربين والتقنيين المغاربة، جماعة من المتعاونين الأجانب أصحاب " contrat actuel" ..
وبحسب ما لدي من خبرة باهتة في ميدان الكرة، فإني أنصح الزاكي أن يفكر مليا في الطريقة التي يقنعبها لاعبين كبروا في حضن عباقرة في التكوين ، يتقنون لغة الكرة، ويتمكنون من أسرارالكرة، ويسيطرون على ماتيماتيك تقنيات لعبة الكرة..
يقنعهم بأن يعترفوا له بالقيادة..
وهذه أمور غير متوفرة في الزاكي للأسف الشديد، وإن أخطأت، فبسبب أنني لم أكن محظوظا لأحضر محاضرات الزاكي في أحدث تاكتيكات الكرة العالمية..
ولا أظن أن مباراة المنتخب المغربي ضد "أنغولا" أمس الأربعاء، ستعاتبني فيما أقول.. !