تقوم فريدة عرّاس بجولة سياحية وفي نفس الوقت دعائية مغرضة ضدّ المغرب، في إطار"أمنستي" المنظمة الدولية لحقوق الإنسان، ليس كما هو متعارف عليها دوليا وبموضوعية، وإنما كما هو متوافق عليها سياسيا، لخدمة أجندات سياسية معروفة ومفضوحة دوليا، وبطبيعة الحال تلكم التي تستهدف المغرب في ما حققه من تراكمات في مجال حقوق الإنسان ممارسة وقانونيا ودستوريا.
فريدة ليست الحالة الأولى أو الثانية ولن تكون الأخيرة، في مسلسل التخاريف، وباعة خردة العطارين، في سوق حقوق الإنسان المغشوشة، لأنها بالمناسبة هي أخت الرجل، الذي يحمل الجنسية البلجيكية و المغربية المزدوجة، وقبض على علي عرّاس ومحمد الباي في مدينة مليلية، في الجيب الاسباني المحتل بالمغرب، في 1 أبريل 2008 استناداً إلى مذكرة قبض دولية صادرة في حقه عن المغرب(..)
وبقي محتجزاً في أسبانيا منذ اعتقاله في اطار القانون، الى أن قرر مجلس الوزراء الاسباني تسليم علي عرّاس في 19 نونبر من نفس السنة إلى المغرب. وفي الوقت نفسه أكدت السلطات المغربية انها تسلّمته وفق القوانين المعمول بها لأنه متهم بالانتماء إلى شبكة إرهابية يرأسها عبد القادر بلعيرج، وحكم عليه بالسجن المؤبد في المغرب عقب إدانته وآخرين بالتخطيط للقيام بأعمال إرهابية خطيرة والقصة معروفة بعد أن طويت أمام القضاء وكلمة العدالة الحرّة والمحايدة.
لكن فريدة تريد ان تجعل من أخيها "طرزان" ليس بطل الرسوم المتحركة من القرون الاستعمارية الغابرة، في الأدغال والغابات، ولكن علي عراس أخ فريدة، في أدغال سجون ومعتقلات، لا توجد سوى في خيالها ومن صنع مخيلة رديئة، لخصوم المغرب، و منها معتقل اتمارة المزعوم، الذي نسجت حوله أساطير وبطولات خرافية تفوق قصص هرقل في غرابتها وزيفها وبهتانها، لأنها متناقضة، ورتبت مثل حبكة روايات المتسولين للشفقة والدموع وأشياء أخرى يعلمها العالم عن "أمنستي".
لكن فشلها في كتابة مؤلفها الذي نقترح له عنوان"طرزان في أدغال تمارة" يختزله السؤال الذي يتبادر إلى العقل النقدي، داخل الحبكة السردية لفريدة وشهادتها البئيسة التي تروّج لها في اسبانيا، وهو كيف سمع علي عراس أصوات البكاء والنحيب وصراخ التعذيب في غرف مجاورة بالمكان الذي كان معتقلا فيه وهو نفسه الذي تقول عنه "المؤلفة" أنه أصيب بالصمم ولم يعد يسمع، بعد أن فقد كل قدراته على ذلك تحت التعذيب ومن فرط الصفعات التي كان يتلقاها.
انها غياهب في أوهام فريدة ودجلها "الروائي" الذي لا تصدقه إلا " أمنستي" بطبيعة الحال.