تبين من خلال المعطيات الأولية حول أحداث الداخلة أن عناصر انفصالية مسخرة هي التي أشعلت فتيل المواجهات الدامية التي شهدتها المدينة عقب انهزام الفريق المحلي "مولودية الداخلة" و"شباب المحمدية".
وتبين أيضا أن هذه العناصر الانفصالية مدعومة من قيادات في البوليساريو لها ارتباط مباشر بجنرالات الجزائر، لخلق البلبلة بإقليم واد الذهب الكويرة.
في مسعى من الجزائر إلى تحويل الأنظار عما يجري بداخلها من احتجاجات بدأت منذ أسابيع وتمارس عليها تعتيما إعلاميا كبيرا، حتى لا تتسرب الأخبار إلى خارج الجزائر.
وتعيش حاليا الجزائر على صفيح ساخن بعد ما ضربتها موجة الربيع العربي بل الخريف العربي، وتحاول الجزائر التغطية عما يجري بداخلها باستغلال خلاف بسيط بسبب كرة القدم، وتحويله إلى مواجهات دامية زهقت فيها أرواح، لا لشيء سوى لتبقى هي في موقف المتفرج، وتبعد عنها عيون الإعلام العربي والغربي.
من جهة أخرى، تحدثت مصادر رسمية عن سقوط سبعة قتلى وجرح العشرات خلال المواجهات الدامية التي جمعت شبانا ينتمون لحيين سكنيين مختلفين بمدينة الداخلة، حيث استغلت عناصر انفصالية هذه الأحداث لتركب عليها وتعيث في المدينة فسادا، ولولا تدخل الجيش لتطورت الأمور إلى ما لا يحمد عقباه، والأكيد أن الحصيلة كانت ستكون ثقيلة لتفرح الجزائر بهذا الانجاز.
و اشتعل فتيل المواجهات العنيفة بعد تراشق بالحجارة بين شباب من سكان الداخلة و شباب من ساكنة مخيمات الوحدة المعروف محليا بحي الوكالة، ليختلط بعدها الحابل بالنابل و يتطور الانفلات الأمني الأمر الذي استدعى تدخل عناصر الجيش، بعد محاولات متواصلة لعناصر أفراد القوات المساعدة من أجل تهدئة الأوضاع.
و أقامت قوات الجيش حزاما أمنيا للفصل بين المشتبكين خاصة بعد قيام بعض العناصر الانفصالية على استغلال سيارات رباعية الدفع لصدم العديد من المواطنين بشكل متعمد في محاولة لإشعال الأوضاع.
وتحدثت مصادر مطلعة عن لجوء بعض العناصر المسخرة للسلاح الأبيض في المواجهات.
و كان بلاغ لولاية وادي الذهب - لكويرة قد أكد مباشرة بعد اندلاع الأحداث أن طفلا لقي حتفه، عقب شجار بين شباب من مختلف أحياء المدينة في أعقاب اللقاء الرياضي.
وأكد المصدر ذاته، أن الضحية لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بجروحه، وذلك بعد نقله إلى المستشفى، مشيرا إلى إصابة أشخاص آخرين بجروح في هذا الشجار.
وأضاف نفس البلاغ، أن الهدوء قد عاد بعد تدخل قوات الأمن. وبأمر من النيابة العامة، يجري البحث حاليا لإلقاء القبض على العناصر المتورطة في هذا الحادث وتقديمهم للعدالة.
كما تم إضرام النار في ثمان سيارات وبعض المؤسسات التجارية الخاصة.
وقد عقد الطيب الشرقاوي، وزير الداخلية، من منتصف البارحة إلى الثانية من صباح اليوم لقاء مع شيوخ وأعيان ومنتخبي جهة وادي الذهب الكويرة لمحاولة نزع فتيل أعمال الشغب واسترجاع الأمن في النفوس وفي المدينة.
وكل المداخلات التي فاقت العشرين، طالبت باستثباب الأمن على الفور في أحياء الداخلة، وأرجعت السبب إلى أعمال عنصرية قادها سكان حي الوكالة من سكان الشمال ضد الصحراويين، وهو ما استنكره وزير الداخلية داعيا إلى اعتبار المواطنين سواسية وأن القانون سيطبق بكل حزم لمعاقبة الجناة.
وكان وزير الداخلية انتقل أمس إلى الداخلة، رفقة وفد من الولاة بتعليمات من جلالة الملك.
وقد خرج الطيب الشرقاوي للقاء بعض المحتجين على ما اعتبروه غياب الأمن، حيث طمأنهم فانتشر في المدينة هدوء تام مستمر إلى الآن، وهو ما يكشف التعليمات الصارمة من وزير الداخلية لاستعادة الأمن بالداخلة.