رغم أن عبد الرحيم أريري، مدير الوطن الآن تحدث في برنامج عواصم بقناة فرانس 24 باللغة المغربية الدارجة إلا انه اختار عباراته بدقة متناهية، وبما أن الأمر يتعلق بمناقشة كتاب مولاي هشام ودور المخزن السياسي، فإن أريري كان حاضرا باعتباره أول صحفي مغربي يرد على كتاب يوميات أمير منبوذ، ولم يجد أمامه غير عبد اللطيف حسني، مدير وجهة نظر التي تخصص أغلفتها لمواضيع وثيرة على قلب مولاي هشام، ولا تخفى العلاقة بين الطرفين، حيث اشتغل حسني منذ مدة عرابا لدى مولاي هشام يستقطب الصحفيين، ومنهم من تنكر له بعد أن تعرف إلى الأمير. ومن شكليات البرنامج أن أريري الذي شن هجوما عنيفا على الأمير مولاي هشام، تحاشى بقوة النظر إلى عبد اللطيف حسني، وكأنه يريد أن يقول "أنا كناقش الأمير وأنت مالك حاشي كرموستك فالشريط"، وظهر الاضطراب على حسني، الذي دافع عن مولاي هشام دفاع الصبي عن ولي أمره. وكان أريري قد قال في وقت سابق عندما أنهيت قراءة كتاب "الأمير المنبوذ"، وجدت أن البروفيل الذي يرسمه هذا الكتاب عن مؤلفه مولاي هشام العلوي هو نفسه الذي تكون لدي من خلال علاقة شخصية ربطتني بالأمير في لحظات متقطعة من مساري الإعلامي. وقد تأكد لي خلالها أن فكرة الرجل هي هي دائما: الإصرار على هدم مملكة محمد السادس وبأي ثمن. وتساءل قائلا: ماذا عساي أن أقول حين أرى الأمير يريد إعادتنا إلى ذلك المغرب الأسود، لكن من جهة الفوضى المدمرة هذه المرة، اعتمادا على استعادة "خبيرات" و"تبركيكات" من داخل القصر لا قيمة لها في تاريخ السلالات والممالك، بلغة الاستعلاء وبالنرجسية القاتلة، مسيئا إلى أعراض الناس بمن فيهم والده الأمير مولاي عبد الله الذي لا يذكره المغرب إلا بالحب والخير والإحسان، لكنه يبدو بمداد ابنه كائنا عبثيا لاهيا، مدمنا على الخمر، ومتيما بالنساء. الأمير لا يسيء للوالد سليل الشرفاء كما يقر بذلك المغاربة، لكنه يسيء أيضا لكل أفراد الأسرة. أريري يعرف مولاي هشام جيدا من خلال هذه العلاقة التي تنوعت حتى وصلت حد طرح مبلغ مالي قصد هدم مملكة محمد السادس كما قال. وبالتالي كان تدخله في البرنامج قويا مقابل ظهور باهت لحسني. وعندما سأله الصحفي عن كون مولاي هشام له مسار أكاديمي وأسس مركزا للدراسات وبالتالي فهو له وجهة نظر، رد عليه أريري قائلا إن المسار الدراسي يمنحك الفرصة لتصبح إطارا، أي طبيبا أو صحفيا أو غير ذلك لكن لا يمنحك الفرصة لتصبح ملكا، لأن الدستور يحدد من يكون ملكا، واتهم أريري مولاي هشام بجهل هذه القضية رغم وجوده في الغرب ورغم دراساته الأكاديمية ورغم نشوئه في دار المخزن ومعرفته بأصول الملك.