عزيز الدادسي
لقن الصحافي عبد الرحيم اريري، مدير أسبوعية الوطن الآن، درسا لخدام الأمير الأحمر، وذلك خلال برنامج "حديث العواصم" الذي قدمه الصحافي جمال بودومة من الرباط حول كتاب "الأمير المنبوذ"..
كلام أريري خلال هذه الحلقة، التي اختار لها مقدمها عنوان أو شعار: كتاب "الأمير المنبوذ" شهادة للتاريخ أم مخطط للحكم؟، أسكت عبد اللطيف حسني، مدير تحرير مجلة وجهة نظر، الذي حاول بشكل مكشوف الدفاع عن ولي نعمته من خلال الثناء عليه وعن مضامين مذكراته..
وفي دفاعه المستميت عن مذكرات الأمير، لم يخجل عبد اللطيف حسني من اعتبار الكتاب يندرج في إطار ما وصفه بـ"الذاكرة العادلة" التي تركز على المآسي التي تحدث في الواقع وتطالب برفع الحيف الحاصل... معتبرا أن الكتاب يستمد أهميته بما سماه "الجرأة المفرطة جدا" التي كُتب بها..
ولم تنفع تدخلات الصحافي، مقدم الحلقة، في لجم عبد الرحيم أريري الذي كشف عن الوجه الحقيقي للأمير الأحمر ومناوراته التي تتراوح بين مديح السلطة في المغرب عندما يكون قريبا منها وتحوله إلى "سنايبرز" او قناص يطلق نيرانه عليها كلما وجد نفسه خارجها وعندما يفشل في تحقيق مآربه ومصالحه..
ورغم محاولات بودومة المتكررة لإسكات ومقاطعة أريري وتوجيه النقاش في المسار الذي أراده له، والذي يصب في مهادنة الأمير ومدحه، فان مدير أسبوعية الوطن الآن، أصر على كشف خلفيات إصدار الأمير لمذكراته التي اعتبرها اريري مجرد تصفية حسابات، ولا يمكن بحال من الأحوال الثقة في ما يقوله ولا اعتباره مصلحا أو شخصا يناضل من اجل إحداث تغيير ديمقراطي بالمغرب..
وفي مقابل الأفكار الواضحة والمواقف الجريئة التي عبر عنها اريري بخصوص الأمير وكتابه، حاول عبد اللطيف حسني الهروب إلى الأمام ورفض مناقشة شخص الأمير، "ولي نعمته"، واكتفى بالقول "انا لا أناقش الأمير كفاعل سياسي انا أناقش مضامين ومحتويات الكتاب" مضيفا "الذي يغيظني حقيقة هو أن الكتاب لم تتم مناقشة محتوياته ومضامينه، النقاش انصب على شخص الأمير الذي تعرض للسب والشتم.." ، وهو كلام لا يمكن أن يصدر الا عن شخص يخاف من أن يقطع الأمير الأحمر "البزبوز" عليه، إذ أن اغلب الذين كتبوا عن مذكرات المنبوذ اجمعوا على انه لم يأت بجديد، وان ما حرك مؤلفه ومحرروه كان الانتقام وتصفية الحسابات السياسية مع ابن عمه الملك محمد السادس ومع الملكية بالمغرب..
وبخصوص هذه النقطة الأخيرة أوضح اريري أن الأمير هشام سبق أن اقترح في 2006 و 2007 تأسيس مجلس العائلة كما هو الشأن في السعودية، موضحا أن الأمير الأحمر يريد استنساخ النموذج السعودي، متناسيا بان هناك دستور في المغرب ينظم السلط والعلاقات بين المؤسسات في المملكة ولا علاقة بالملكية المغربية بما يقع في السعودية، حيث الأمراء يقتسمون آبار البترول، وهو ما يريده مولاي هشام في تناقض تام مع ما يدعيه من دفاع عن الحداثة والديمقراطية ودولة المؤسسات..
وأشار اريري إلى ظاهرة الوقفات الاحتجاجية التي يتم تنظيمها أمام البرلمان وفي بعض الشوارع المغربية والتي يتم الإعداد لها من طرف من اسماهم بـ"التريتورات" الذين يتقاضون أموالا مقابل ذلك، كما لم يفته التذكير بتقارير المؤسسات الحقوقية الدولية التي تعتمد على هؤلاء: التريتورات" في كتابة تقاريرها المجحفة في حق المغرب ومنها "هيومان رايت ووتش" التي ينتمي إليها مولاي هشام ويدعمها ماليا ولوجيستيكيا..
احد المتتبعين للنقاش كتب معلقا على الحلقة "عبد اللطيف الحسيني انتحر أحسن لك ، أصلاً عقلك مشوش وبطيء ومضاد للمغرب مثلك مثل الآخر ، أما صحفي "الوطن الآن" لديه سهام شديدة الوطأة وجارحة وحقيقية، رغم المقاطعة المستمرة من طرف صحفي فرانس 24 يبدو أنه مرتشي من طرف الأمير وسيفضحه في كتابه القادم إن أراد مثله مثل من فضحهم.."
ويبدو ان مقدم الحلقة لم ينجح في توجيه النقاش إلى حيث أراد، أو حيث أعطيت له التعليمات، حيث لم يصمد أمام نيران اريري الذي كشفت تدخلاته جوهر وأسباب كتابة "مذكرات امير منبوذ"، وكذا شخصية كاتبها، كما كشفت في الآن نفسه خلفيات انجاز هذه الحلقة من حلقات حديث العواصم، التي قال عنها مقدمها أنها تأتي لمناقشة كتاب "ملأ الدنيا وشغل الناس على الأقل هنا في المغرب"، وهو قول مردود عليه مادامت المذكرات لم تشغل أحدا "هنا في المغرب"، إلا الذين آمنوا بنعم الأمير وبركاته عليهم، من أشباه مناضلين وصحفيين خص الأمير صفحات من كتاب "الامير المنبوذ" لكشف علاقته المشبوهة ببعضهم والرشاوى التي كانوا يتلقونها منه لتنفيذ مخططاته الجهنمية، وهي ما نعتبره "شهادة للتاريخ" في الكتاب الذي خصص له بودومة حلقة تحت شعار: كتاب "الأمير المنبوذ" شهادة للتاريخ أم مخطط للحكم؟ والتي حولها عبد الرحيم اريري إلى محاكة للأمير وخدامه الأوفياء..