صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار، جاء للحزب عضوا في المكتب التنفيذي. أي أنه لم "يُقطع" حذاءه في النضال. ليس لنا اعتراض على هذا الوضع لأنه يحدث في كل بلاد الدنيا. وبعدها أصبح رئيسا للحزب مرة واحدة. غير أنه لم يُطور نفسه بالدرجة التي تجعل منه رئيسا يشم رائحة السياسة، بل بقي هاويا كما دخل. كان لزاما أن نقول هذا الكلام لنؤطر به حديث مزوار أمام أعضاء المجلس الوطني، الذي انعقد نهاية الأسبوع بمدينة طنجة، حيث لم نعرف كيف تسنى لمزوار أن يقول "لقد أنقذنا المغرب" و"نحن من أخرج البلاد من دائرة الخطر". شكرا لمزوار الذي أنقذنا من الخطر والذي لولاه لكنا اليوم في وضع آخر، ولكنا اليوم مثل بعض الدول التي تعيش أوضاعا مزرية. هذا كلام مضحك ولا يسعنا إلا أن نقول "الله يلعن اللي معندو علاش يحشم". المغرب ليس بلدا تائها يحتاج لمن يسعفه. ويوم كان في دائرة الخطر قالها جلالة المغفور له الحسن الثانية واضحة وعلى رؤوس الأشهاد. يومها قال إن الوضع الاقتصادي خطير وأن المغرب على أبواب السكتة القلبية. يومها تقدم مناضل من حجم السي عبد الرحمن اليوسفي ووضع نصف قرن من النضال في كفة ومصلحة الوطن في كفة. تحمل المسؤولية وأدى الثمن كبيرا. خسر حزبا بحجم الاتحاد الاشتراكي وربح الوطن وذهب معززا مكرما مدونا اسمه في الصفحات الأولى من التاريخ الأكبر للمغرب. اليوسفي بفعلته تلك أصبح بابا من أبواب التاريخ الذي تندرج تحته فقرات كثيرة. وعلى عكس ذلك جاء مزوار من التيه، حيث كان في مدينة سطات يمارس تجارته، حيث لم يكن سياسيا ولا مناضلا حزبيا وإنما التقطته اليد التي كانت تبحث عن التقنوقراط، وأخرجته من العتمة إلى الضوء وأصبح وزيرا ثم رئيسا لحزب سياسي. ومع ذلك يقول إنه انقذنا. واحسرتاه. يوم جاء مزوار للسياسة لم يكن المغرب يعيش أية مشكلة. لا نتحدث هنا عن المشاكل التي تقع كل يوم في التسيير والتدبير والناتجة عن التطورات الاقتصادية والاجتماعية، ولكن نقصد المشكل من حجم "السكتة القلبية". فعن أي إنقاذ يتحدث مزوار؟ ذات يوم قال بنكيران نحن أنقذنا المغرب من مصير بلدان الربيع العربي. يعني أن بنكيران كان بيده مفاتيح التخريب ولما أُُعطيت له الحكومة تراجع عن تحريك أدواته. ولا يوجد معنى آخر لهذا الكلام. فالكثير من الأحزاب في أوقات متعددة مورس عليها الظلم وصبرت واصطبرت حفاظا على استقرار البلاد. لكن الاستقرار لدى الزعيم الإسلامي مرتبط بتحقيق أهدافه. وهو الذي أعلن ومعه "بنو حزبه" أنه إذا لم يفز العدالة والتنمية بالانتخابات فإنها مزورة، وكانت هذه هي كلمة السر الموجهة لمن يعرف بنكيران. وبعده جاء نبيل بن عبد الله، الأمين العام للتقدم والاشتراكية، ليقول إنه دخل الحكومة من أجل مصلحة الوطن. إنها تخاريف الهزالة السياسية. فلتخرجوا مجتمعين لنرى ما سيقع. سيستمر المغرب وينتخب حكومة أخرى لأن الدولة ونواتها الصلبة قائمة والقطار على سكته. ونقول لمزوار لا تمن علينا دخولك للحكومة فقد أنقذت نفسك من العطالة ولم تقدم شيئا للمغرب سوى أن تكون شاهد زور على ما يقوم به حزب العدالة والتنمية.