بوحدو التودغي
كنا نعتقد أن الضجة التي أحدثها علي لمرابط وأكدها آخرون حول إرشاء مولاي هشام للعديد من الصحفيين، والذين تتوفر أدلة على حصولهم على مبالغ مالية ضخمة من الأمير ووجود إقرارات بذلك، كنا نعتقد أنها ستلزم هؤلاء الصمت، لكن واحدا منهم على الأقل ما زال مصرا على مواصلة مشواره في تلقي الأموال الطائلة من مولاي هشام ثمنا للدفاع عنه، ويتعلق الأمر بصاحب موقع "فبراير"، أو صاحب العشرين في المائة من أسهم بعض المؤسسات قبل أن يؤسس يوميته الخاصة.
صاحب الموقع بالمناسبة لمزه رفيقه السابق في الصحافة وفي تأسيس الجرائد بأنه لم يصنع مجده المالي من عرق جبينه ولكن من عائدات مولاي هشام ومن تحويلات شيخة خليجية معروفة.
الموقع يكتب وبلغة الإثارة "كيف نجا الأمير مولاي هشام ووالدته من الموت؟"، والعنوان صححناه هنا وهو مكتوب خطأ في الموقع. متبوعا بعبارة تقدم لقرائها الترجمة الكاملة لمقال الصحيفة الأمريكية. ليس مولاي هشام من الشخصيات التي يساهم كلامها في رفع عدد قراء أية صحيفة ولا زوار أي موقع إلكتروني حتى نقول بأن الذي تحكم في إعادة النشر هو قيمة المتحدث، بدليل أن دار النشر التي تكلفت بكتابه "يوميات أمير منبوذ" تكبدت خسائر فادحة، حيث اضطر الأمير لتوزيع الكتاب مجانا وبثه على المواقع بصيغة صفحات مضغوطة، وبالتالي فإن الصيغة التي تم بها تقديم الحوار في فبراير تدل على أن صاحب الحوار مالك للموقع بشكل من الأشكال.
وبالفعل فإن ناشر المقال مالك للموقع ومالك لليومية المعروفة ومالك لصاحبها، ولا يستطيع هذا الأخير التخلص من تبعيته له، وقد حاول ذلك لكن دون جدوى لأن الأمير ضبط علاقتهما بالوثائق التي أطلع عليها العديد من الصحفيين كي يكونوا شهودا في حالة انقلاب هؤلاء عليه.
مقال يتيم في "نيويورك تايمز". هذا هو قدر مولاي هشام. فالحملة التي سبقت نشر يومياته كانت توحي بأن الكتاب سيحدث تسونامي في عالم النشر، وقامت الدار الناشرة بشراء مساحات إعلانية كبيرة وبمبالغ مالية ضخمة لكن تبين أن الكتاب حظه سيئ مثل صفة صاحبه "المنبوذ" يمكن للنقاد أن يكتبوا عن الحظ السيئ لكتاب الأمير المنبوذ، ولم يبق له سوى بعض الصحفيين الذين باعوه ذمتهم مقابل مبالغ مالية باهظة ومنهم من تحول من صحفي معدم إلى إمبراطور كبير يملك الفيلات والشقق والمطاعم وغيرها.
وبعيدا عن هؤلاء، ماذا أراد مولاي هشام أن يقول من خلال روايته لقصة مواجهته من قبل جنود الانقلاب؟ هل نسي الأمير أن الملك نفسه كان مهددا؟ وأن النظام كله كان مهددا؟ وأن مستقبله هو نفسه كان مهددا؟ نجاته كان ينبغي أن تشكل له عبرة وأن يكون في صف المدافعين عن وطنه. فمولاي هشام يوجد بأمريكا ويصرف أموالا طائلة على جامعة "هارفارد" بما يعني أن له لوبيا من الأكاديميين فلماذا لا ينظم ندوة واحدة للدفاع عن قضية الصحراء؟ لأن همه الحكم وليس همه الوطن كما يدعي.