ينطبق على الجزائر المثل المغربي القائل "اللي حفر شي حفرة كيطيح فيها"، وها هي الجارة المعاندة تسقط في فخ الإرهاب وبدأ حجمه في تزايد مستمر، فرغم الحرب المدنية لعشر سنوات إلا أن الجيش الجزائري لم يواجه عناصر مدربة مثل الحالية ولم يواجه عناصر تمتلك من السلاح ما لم يكن لغيرها. فبعد انهيار نظام العقيد معمر القذافي تم نهب مخازن الأسلحة والتي راجت بشكل كبير في دول الساحل والصحراء، وهي أسلحة متطورة ووقعت بيد الإرهابيين، لكن ما تحاول الجزائر أن تغطيه بالغربال هو كون صنيعتها البوليساريو والتي تمولها من أموال الشعب الجزائري ومن عائدات النفط والغاز هي الحليف الرئيسي اليوم للجماعات الإرهابية ولعصابات الجريمة المنظمة. وقد أفادت صحيفة (ليكسبرسيون) الجزائرية بأن عنصرين مسلحين ينتميان لتنظيم ما يسمى (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) قتلا في تندوف (جنوب-غرب) في عملية للجيش الجزائري الذي تمكن ، أيضا ، من حجز ترسانة مهمة من الأسلحة الحربية على الحدود مع ليبيا خلال الـ48 ساعة الماضية. وحسب الصحيفة، فإن خمسة "إرهابيين" آخرين ضمنهم موريتانيون تم توقيفهم في هذه العملية التي طارد فيها الجنود الجزائريون، لمدة ثماني ساعات، قافلة تضم ثلاث عربات وعلى متنها ما لا يقل عن 12 عنصرا مسلحا. ومن جهة أخرى، أشار المصدر ذاته إلى أن الجيش حجز على مستوى الشريط الحدودي الجزائري- الليبي كمية كبيرة من الأسلحة تتكون من 20 رشاشا أغلبها من نوع (كلاشنكوف)، و12 قذيفة و5 صواريخ مضادة للطائرات، مضيفا أن هذه الترسانة من الأسلحة التي كانت قادمة من ليبيا عبر مالي "كانت في طريقها إلى أدغال وسط البلاد حيث يتحصن أفراد المجموعة السلفية للتوحيد والجهاد". وكانت وزارة الدفاع الوطني قد أفادت بأن قوات الجيش الجزائري تمكنت ، في وقت سابق، من القضاء على تسعة عناصر مسلحة بولاية تمنراست (2000 كلم جنوب الجزائر العاصمة). وأوضحت الوزارة في بيان لها أن وحدة مشتركة من قوات الجيش الوطني الشعبي تمكنت من القضاء على "تسعة إرهابيين" في عملية اشتباك في منطقة تاوندرت غرب تين زرواتين بولاية تمنراست، مضيفة أن العملية أسفرت أيضا عن حجز ثمانية أسلحة من نوع (كلاشنكوف) وقاذف صاروخي ووسائل اتصال وكمية من الذخيرة. ويوم الخميس الماضي، اعترضت قوات الجيش قافلة مسلحة مكونة من 6 سيارات رباعية الدفع وعلى متنها 20 عنصرا مسلحا قادمين من ليبيا، بعد وصولهم إلى منطقة تادرارت بولاية إليزي المجاروة لتمنراست. وسبق للصحافة المحلية أن تحدثت في فبراير الماضي عن حجز نحو 40 قاذفة من نوع (كاتيوشا) وصواريخ مضادة للطائرات في إليزي، كانت بحوزة عناصر تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي). وفي 19 أبريل الماضي، فقد الجيش الجزائري 11 من أفراده في اشتباكات مع عناصر مسلحة ببلدة إيبودرارن قرب تيزي وزو (103 شرق العاصمة)، حين تعرضت القافلة العسكرية التي كانوا ضمنها والتي كانت عائدة بعد إنهاء عملية تأمين الاقتراع الرئاسي ليوم ال17 أبريل، لكمين نصب لها. واعتبرت هذه أثقل حصيلة تم تسجيلها منذ مدة طويلة في صفوف قوات الجيش التي ضاعفت في الأشهر الأخيرة من عملياتها ضد العناصر المسلحة في مختلف مناطق البلاد. وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الجارية، قضت قوات الجيش الجزائري على "21 إرهابيا ضمنهم مجرمون خطيرون" في الناحية العسكرية الأولى التي تشمل محور بومرداس-تيزي وزو-البويرة، وفق بيان سابق لوزارة الدفاع الوطني.
النهار المغربية