عادة يتأبط الطالب كتبا.
عادة يحمل حقيبة
وفي الحقيبة أقلام ودفاتر
وأحيانا سندويش.
واليوم صار بعض الطلبة يحملون سيوفا ومطاو وسواطير
والذين يحملون هذه الأسلحة ليسوا مجرد طلبة
هم طلبة ومجرمون في نفس الوقت
ويجب على شخص ما أو جهة ما أن تمنعهم من حمل السيوف
يجب على جهة ما أن تقتحم أي مكان يتواجدون فيه وتقبض عليهم
لأنهم يشكلون خطرا على طلبة يحملون الكتب
يجب على هذه الجهة أن تقتحم الكلية
والحي الجامعي
وأي مكان آخر
وهذه الجهة ليست إلا السلطة
إلا رجال الأمن
ودورهم أن يقمعوهم ويلقوا عليهم القبض
لأن هذه هي وظيفة الأمن وقد خلق ليقوم بهذا الدور.
أسمع اليوم أشخاصا وأحزابا يعترضون على هذا الأمر
ويتهمون الحكومة بإدخال البوليس إلى الحرم الجامعي
الحرم الجامعي الطاهر والنقي والذي يتلقى فيه الطلاب العلم
ويتبادلون الأفكار
ترلالا ترلالا ترلالا.... يا لا لا لي
إلى آخر هذه الموسيقى وهذا الغناء
لم يعد الأمر يتعلق بالبوليس السياسي
ولا بشعار قديم
"أواكس حمار مهمته التجسس على الطلبة"
نحن اليوم أمام أرواح تزهق
وعلى السلطة أن تتحمل مسؤوليتها في حماية الطلبة
والقبض على المجرمين الذين يشهرون سيوفهم.
لا أحد بمقدوره أن يقف أمام الطالب الذي يحمل سيفا ويحول السيف إلى وردة
هذا مستحيل
وعمل يقوم به السحرة
ولا يمكن لطالب أن يقول هذا سيفي أتوكأ عليه وأهش به على غنمي ولي فيه مآرب أخرى
فيتحول كما هي المعجزة إلى كراس
السيف سيف ويقتل
وقد جاء به ذلك الطالب لينفذ جريمة
إنها وظيفة السلطة
وهي مسؤولة
وفرض عليها أن تتدخل.
يتحدث رافضو تدخل وزارة الداخلية عن حقوق الإنسان
وعن الجامعة تلك القلعة الحصينة
وبعضهم يستبد بالحقوق الذي يدافع عنها
والبعض الآخر يماحك سياسيا فحسب
رغم أنه غير مقتنع بما يقول
وربما يرفضون أيضا أن تكون هناك دولة
وأن تكون سلطة
ويكون قانون
لأن الدولة في نظرهم كفكرة مجردة هي قامعة وضد الحرية
ولأن الحياة في الغابة كانت أجمل
وربما لأن الطلبة الذين يحملون السيوف هم ملائكة
ويشع منهم نور
ويجب أن نطبطب عليهم
ونتفهم مشاعرهم الرقيقة
وربما لأن السيف أصدق أنباء من الكتب
ولأن الحوار
والحرية
ونقاش الفصائل
يستلزم أن يسقط ضحايا بين الفينة والأخرى
ولا يجب أبدا أن تتدخل السلطة
لنحصل على شهداء جدد
وقتلة جدد
وليستمر الصراع الفكري
بين الفصائل
والذي كلما وصل إلى النفق المسدود
تحول إلى حرب بدائية
ولا لتدخل الأمن
ولا لتدخل السلطة
في حرب لا تعنيها
وتخص الطلبة فقط
الذين يشجبون بدورهم هذا التدخل الأجنبي الغاشم
وعاشت أوطم قوية
وعاشت حقوق الإنسان
وعاش الغيورون على الطلبة
وليسقط القمع.
حميد زيد كود