في بعض الأحيان يكبر لدى بعض أفراد العائلة الملكية طموح مبالغ فيه، فيقضون حياتهم يلعنون الأقدار التي لم تجعلهم يولدون أولياء للعهد، فيعيشون كل حياتهم يحاولون تدارك ذلك من دون اعتبار الأضرار التي قد تنتج عن هذا الحسد، وتلك حالة الأمير مولاي هشام.
ولا يخلو التاريخ من نماذج في هذا السياق، كالشخصية الكارتونية أزنقود الذي اشتهر بترديد لازمة: " أريد أن أصبح خليفة مكان الخليفة"، ودوق أوليانز الذي دعم الثورة الفرنسية بماله ضد قريبه الملك لوريس16 وصوت من أجل قتله على أساس أن يرى فيه الثوار أحسن شخص يمكن تنصيبه ملكا بعد تنحية الملك، لكن نيران الذين مول ثورتهم بالملايين أحرقته.
ويبدو أن الشبه بين الأمير مولاي هشام ودوق أوليانز كبير جدا، فالأمير مولاي هشام ثري، ونشيط، ومستعد لأن يمنح من ماله من أجل أن يحرك بيادقه، وذكي، ومدجج بالشهادات، ونجح في إقناع نفسه بصواب الأطروحات التي يؤمن بها، ويدافع عنها أمام وسائل الاعلام والصحافة التي تنبطح أمامه، وكأن لا مصلحة له وراءها.
وفي كل مرة يقوم المغرب فيها بإصلاحات مهمة، فإنها لا تعجبه، بالرغم من أنها تدخل في صميم أفكاره، ويشرع في انتقادها أو إدعاء أنها غير كافية كما حدث مع دستور 2011، الذي حمل إصلاحات سياسية عميقة، وكرس دولة الحق والقانون، لذلك ينطبق عليه المثال العربي الشهير: "لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب".
ولعل طبيعة شخصيته هي التي تدفعه إلى كتابة "مذكرات أمير منبوذ" أو اختار أو يكون منبوذا بعدما فشل في أن يصبح ملكا.
عن:
Causeur.fr
Le cousin du roi du Maroc a l’ambition d’un Iznogoud par Frederic rouvillois