بالرغم من أننا على مشارف فصل الخريف، فإن "أحلام" الربيع العربي لا تزال تغذي مشاعر أولئك الذين لا يريدون الاقتناع أن المغرب جنى في فاتح يوليوز ثمار دمقراطية أزهرت في 9 مارس، أما أولئك الذين زرعوا الرياح فلا يجنون إلا العواصف.
ولأن البعض لا موقع له في الربيع القادم، ولا يجيد تذوق أطباق الديمقراطية، فإنه يأبى الجلوس إلى هذه المائدة، ويمنح لنفسه صفة "منظر" لهذا الربيع، كلما سنحت له الفرصة بذلك، تماما كما يفعل الأمير مولاي هشام الذي قرر وضع اليد في اليد مع جان بيير تيكوا، المعروف بعدائه للمغرب، والمشاركة معا في ندوة حول موضوع " كيف مهد وسهل الأنترنيت والشبكات الاجتماعية للتحولات في العالم العربي" تحتضنها مدينة صغيرة بضواحي بوردو.
والأكيد أن شيئا ما يجمع "الرجلين"، ويجعل علي المرابط يمتدح هذا الخط. فبمجرد اعتلاء محمد السادس العرش أصدر تيكوا كتابا، يُباع في الأسواق، يحمل عنوان "آخر الملوك" ولا شك أنه راهن، ومن معه، كثيرا على الربيع العربي من أجل تحقيق هذا الحلم، إلا أن الربيع المغربي أجهضه، لذلك لا غرابة أن يكتب مولاي هشام هذا الصيف بعد أن حسم المغاربة اختياراتهم بالتصويت على الدستور بـ "نعم" من أجل أن يصوب سهام نقده لهذا الإصلاح، الذي لم ينخرط فيه أصلا، مستغلا الدرس الافتتاحي لسلسلة الدروس الحسنية الرمضانية، الذي ألقاه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق من أجل إبداء وجهة نظر لم "يتسوق" لها أحد.
وحين يعود اليوم لتناول موضوع الربيع العربي، فلحاجة في نفس يعقوب، وهي حاجة يعرفها الجميع، ومهما تكن الطرق الملتوية لـ "تسويق" (ها)، سواء بارتداء معطف "المثقف" أو "المناضل" أو "الأمير" فإن كل الحيل تسير نحو هدف لن تصيبه أبدا.