كان رجال الأمير، ما وراء الحدود التحريرية التي تميّزهم، يشكلون-بقوة-جماعة من الموالين لذي نعمتهم، ونحن هنا نتحدث عن الوسط الصحفي، حيث أن من بين هؤلاء الأوفياء للأمير أشخاص يحظون بمناصب جد مهمة في عالم وسائل الإعلام.
هناك ثقافة واحدة تجمع هؤلاء ترتبط بنوع من "الارتزاقية" والارتباط الوطيد بسيّدهم، إنّها جماعة متواطئة تحب أن تحتقر بلدها مهما كانت المناسبة: قضية دولة مختلقة من الألف إلى الياء وارتفاع درجة الاحتقان الاجتماعي، حادث تراجيدي، لأنه يمكن توظيف كل ما هو مناسب للدعاية لأمير الظلمات.
ويمضي هؤلاء الأشخاص معظم وقتهم في التحدث سريا، سواء بالمواقع الاجتماعية أو بصالونات باريس أو الرباط وبالمؤتمرات الدولية لمنح صفة الوضوح للأمير مولاي هشام، حيث أن أيا من خرجاته الإعلامية كانت منسقة بشكل محكم من طرف هذه الزمرة من الصحفيين المنفردين، الذين يشتغلون لصالح الأمير مقابل حفنة من الدولارات.
يبدو حقا أن منتخبي الأمير أخلفوا موعدهم مع ساعة النصر، وذلك بعد أفول نجم وجوه مثل أبو بكر الجامعي وأتباعه في أسبوعية"لوجورنال"، والذي يتواجد الآن بإيكس دو بروفنس حيث يستفيد من منصب أستاذ في معهد أمريكي غامض، ويتحرك في خفاء ولا يرد على الملاحظات غير الشريفة لأميره، الذي لم يعد يشتغل لصالحه في الظل.
لكن لا زالت هناك بعض الأقلام التي تسخر مدادها للتطبيل للأمير مثل عمر بروكسي، الأستاذ "الممسوح" من سطات والصحفي المتواضع الذي صار مراسلا لوكالة أ ف ب للأنباء بفضل رعاية سيده الفرنسي، الصحفي إيغناس دالي، مؤلف العديد من الكتب دون قيمة عن مغرب الأمس.
هناك بعض حديثي النعمة الذين ينتمون للمجرة الأميرية الذين صاروا يعالجون شبكته"الهشامية" مثل عاشق أمريكا أحمد رضا بنشمسي الذي-وبفضل منحة جامعة ستانفورد حيث موّل مولاي هشام دراسة بعض الأشخاص بها إضافة إلى تمويله دراسات لآخرين بجامعات أوروبية-يمارس الهجوم الممنهج على الملكية، وصولا إلى لعبه دور الكومبارس وتأليف كتاب"مذكرات أمير منبوذ" نيابة عن الأمير مولاي هشام.
علاوة على ذلك، هناك بعض الصحفيين الذين لا زالوا يتواجدون في أدغال الصحافة الرقمية مثل القلم الرسمي للأمير بإسبانيا الحسين المجدوبي وموقعه الذي يخصص بأكمله للتواصل الشخصي لسموه. أمّا في المغرب، فنجد عبد اللطيف حسني ومجلته الهامشية السياسية السافلة ، رغم أنّها تعيش متاعب مالية بسبب التوزيع والمصداقية.
ولا زالت تحافظ الأغلبية على أعمدة مفتوحة بالصحافة المحلية والتي تفتقد للسرعة، حيث هناك بعض المواقع مثل "لكم" الذي كان يحتضن "المنبوذين" الذين لفظتهم الإدارة نظرا لارتكابهم أخطاء جسيمة، والذين يبقى زعيمهم هو أحمد بن الصديق الذي لا يعيش اليوم سوى على مساعدات مولاي هشام.
وسيتم تخصيص الجزء الثاني من هذا الملف للكشف عن حصة الظلام المتعلقة لكل شخص على حدة.
ترجمة: نبيل حيدر (عن الموقع الفرنسي: )mediapart.fr