تكاد السنة الثالثة تمر على مقتل القذافي، الديكتاتور الذي حكم ليبيا 40 عاما بالحديد والنار. إلى ماذا رمز قتل القذافي؟ ولماذا قتل بهذه الطريقة؟ وماذا أنجزت البلاد بعد قتله؟ شباب ليبيون يجيبون.
نهاية مستحقة
يقول الطالب الجامعي ضياء الدين عبد العزيز: "نهاية معمر كانت متوقعة ومستحقة، هو طاغية عصره ورمز الظلم والقهر لسنوات طويلة، قتل المئات ممن عارضوا حكمه شنقاً في الجامعات والساحات، لذلك كان جزاؤه القتل. أرى أن الثوار رحموه بالإسراع في قتله".
وحول ليبيا الجديدة يقول: "بناء ليبيا يستلزم منا وقتا طويلا، فالبلاد تعرضت لتخريب طويل أصاب الأذهان قبل البنيان، وأنا متفائل جدا بالقادم وبقدرتنا على النهوض".
وتقول نادية محمد، الموظفة الحكومية: "امتعضت قليلا من مشهد جثة القذافي، التي أظهرت قدراً ليس بالقليل من التعذيب قبل القتل، وما تلاه من تمثيل بالجثة بعد الموت، لكن مقارنة مع حجم جرائمه طوال أربعة عقود، فهو يستحق ما حدث له. ولو كنت في مكان قاتليه لقتلته أيضا بالتأكيد، ليس بتلك الطريقة التي عذب بها، لكني كنت سأطلق الرصاص عليه فور رؤيته".
وحول مستقبل ليبيا، تقول بشجن واضح في صوتها: "نمر بظروف صعبة الآن، لكني متفائلة بأن الطاقة التي أسقطت أقدم ديكتاتور في العالم، قادرة على بناء ليبيا الجديدة المليئة بالحياة والتطور".
ويقول رجل الأعمال عماد أبو حجر بنبرة مليئة بالأسى: "القذافي ليس مجرد ديكتاتور وانتهى، ولكنه خرب البلاد في معظم نواحيها، فالتعليم مترد والصحة منهارة ولا وجود لجيش وشرطة. لا وجود لمؤسسات الدولة عموماً. ذلك الطاغية الميت كان ورما خبيثا ضرب جسد البلد".
ويضيف: "كل منتقد لقتل القذافي عليه أن يضع نفسه في مكان قاتليه ، ليرى أمامه رجلا تتجسد فيه سنوات من المحن والفقر والاعتقال والتعذيب. قتله وتعذيبه بالطريقة التي رأيناها هو أمر بسيط ومتوقع، أمام جرائم رجل شنق معارضيه في إفطار شهر رمضان".
وعن مستقبل ليبيا يقول: "أجرينا عملية جراحية صعبة لإزالة ورم خبيث متشعب في الجسد. البناء صعب جدا وهذا أمر لا يمكن إنكاره. إرث القذافي يعرقلنا، لكني أتمسك بالأمل. وكما أرى نماذج سلبية، أرى نماذج ايجابية تملأ نفسي بالأمل في القادم".
خسرنا الرجل
لكن فاطمة علي، وهي ربة بيت، تقول عن نهاية القذافي: "رغم أخطائه العديدة، كان يوفر حداً أدنى من الأمن والوحدة الوطنية. اليوم لا أمن ولا وطن. أصبحنا أقاليم و قوميات وطوائف وسط فساد عام، يتزايد كل يوم. نحن اليوم نحيا واقعا، لو قورن بعام 2010، سيبدو عهده جنة مقارنة بيومنا هذا".
الظروف والواقع
وتقول ميسون عمر، الطالبة الجامعية، بنبرة غضب واضحة للمجتمع: "القذافي كان تعبيراً عن الشخصية الليبية في العقود الثلاثة الماضية. الشخصية الطامعة المتكبرة النزقة والمتجبرة. أرى القذافي في كل ليبي، وهو أولا وأخيرا إفراز للمجتمع الذي كون شخصيته. وبالتالي حتى طريقة قتله عبّرت عن الشخصية الليبية، التي لا تتكلف بإظهار العداء والسخط واستخدام العنف والرصاص وكل أساليب الإذلال والتعذيب الممكنة".
ولا تبدو ميسون متفائلة بالمستقبل: "مجتمعنا غارق في البداوة، وتحكمه القبيلة. وثقافة الغنيمة والفساد هو القانون الأساسي في الإدارات الحكومية. وطبعا انتشار السلاح وتواجد القاعدة أمر يجعل القادم شديد الظلمة. وكل ما يجري من انتخابات ودستور وما شابه، هو مجرد عرض مسرحي جانبي، لإلهاء الجمهور عن العرض الأساسي، وهو بعنوان: إمارة ليبيا الإسلامية، التي ستكون لبنة في مشروعهم الكبير، مشروع عودة الخلافة".
محمد عبد الرزاق.