الأمير مولاي هشام مازال يعيش على الوهم الخطير ومرض الشيزوفرينا القاتل، فهو الأمير الذي لا يتورع في النزول إلى الحضيض والدخول في المناوشات والمناقرات بل أكثر من ذلك يدخل في لعبة كلعبة الأطفال، فالطفل الكبير يحرض الطفل الصغير من أجل ضرب الناس بالحصى. فمولاي هشام نزل من الكتاب إلى الرسالة الرقمية. كان يعتقد أن الكتاب سيكون له مفعول مثلما كان لكتب الصحفيين الفرنسيين أيام الراحل إدريس البصري، وأن مجرد الإعلان عن كتاب سيفك عقدته المالية بعين عودة. لكن الوقت تغيرت والذي بقي مثل الصخرة الصماء هو مولاي هشام الذي غاب عن تطورات المغرب، ولا يعرف عن بلده سوى ما يصله عن "جماعة" الانتهازيين الذين لهفوا أمواله واعدين إياه بصنع مقومات الثورة. فبتاريخ 20 يونيو 2009، بعث رسالة إلى الصحافي علي المرابط الممنوع من الكتابة بحكم قضائي، دعاه فيها إلى مقاضاة الجنرال حميدو لعنيكري، الذي كان يشغل مهمة المدير العام لمديرية حماية التراب الوطني، المعروف اختصارا ب"الديستي". وقال الأمير مولاي هشام في الرسالة الإلكترونية المذكورة: "أرى أنك ربحت، مرة أخرى الدعوى القضائية الثانية ضد "أصدقائك" في وكالة المغرب العربي للأنباء، وهو ما يذكرنا بأشياء من الماضي، فمتى سترفع دعوى قضائية أخرى ضد حميدو"، في إشارة إلى الجنرال حميدو لعنيكري.. وتابع مولاي هشام قائلا: "إن هذه الدعوى هي حلقة تستحق أن تسلط عليها الضوء في كتابك المقبل". وختم الأمير رسالته بقوله: "أنت تعرف أنني أحبك كثيرا، لكن عليك أن تتفادى تقديم الشكر إلي". لم نسمع ردا من علي لمرابط حتى نحكم عليه، ولكن المهم في القصة هو أن مولاي هشام عمل جهده للإساءة للمغرب البلد الذي منحه اللقب والثروة وكل شيء، وأخذ يوظف كل أسلحته، لكن طلقاته شبيهة بألعاب عاشوراء النارية لم تمسس أحدا، وما زال مولاي هشام الطفل الذي يلعب بالنار. الفرق بينه وبين الأطفال أن هؤلاء براء من الاشتباه ومن سبق الإصرار والترصد، عكس مولاي هشام الذي يرتكب حماقاته الطفولية بكل عنوة، مما يجعل التهمة موجهة إليه بشكل كبير كونه يحرض ضد بلده وضد المسؤولين. وإذا كانت هذه واحدة من مؤامرات مولاي هشام البئيسة والتي تم الكشف عنها، دون أن نعرف رد فعل علي لمرابط، فأكيد أن هناك العديد من القضايا الشبيهة التي تورط فيها مولاي وربما كانت لها آثار سلبية على المغرب ولم نعرفها وسيكشف عنها الزمن.
النهار المغربية.