عزيز الدادسي
بعث الأمير مولاي هشام رسالة إلكترونية إلى الصحفي علي لمرابط، دعاه فيها إلى مقاضاة الجنرال حميدو لعنيكري، الذي كان يشغل مهمة المدير العام لمديرية حماية التراب الوطني، المعروفة اختصارا بـ"الديستي".
وقال الأمير في رسالته "أرى أنك ربحت مرة أخرى الدعوى القضائية الثانية ضد "أصدقائك" في وكالة المغرب العربي للأنباء، وهو ما يذكرنا بأشياء من الماضي، فمتى سترفع دعوى قضائية أخرى ضد حميدو"، في إشارة إلى الجنرال حميدو لعنيكري..
وتابع مولاي هشام قائلا: "إن هذه الدعوى هي حلقة تستحق أن تسلط عليها الضوء في كتابك المقبل". وختم الأمير رسالته بقوله: "أنت تعرف أنني أحبك كثيرا، لكن عليك أن تتفادى تقديم الشكر إلي".
أول ملاحظة يمكن استنتاجها من الرسالة هو أن الأمير مولاي هشام تحول إلى التحريض ضد بعض المسؤولين، وذلك قبل أن يصدر كتابه الذي فقد مدلوله لأنه لم تصاحبه الضجة التي كان يريد، كما لم يهتم به أحد من النقاد ولا من السياسيين، عكس ما جرت عليه العادة حيث تكون المذكرات في غالب الاحيان مصحوبة بجدل كبير، في حين أن مولاي هشام تلقى الدرس من أصدقائه قبل خصومه.
فالذين شنوا الهجوم القاسي على الأمير مولاي هشام وكتابه "يوميات أمير منبوذ" هم المحسوبون على دائرته وليس غيرهم، كما انه لم ينل حظه من التغطية الإعلامية، وكلما ذكرته وسيلة إعلام غربية إلا وتحدثت عن ركاكة أسلوبه وعن الاضطراب الذي تعرفه فقراته نظرا لتعدد كتابه، لأن مولاي هشام لم يكن لديه الوقت لينتظر كثيرا فجمع "الكتاتبية" كي يخرج الكتاب في أقصر وقت ممكن حتى لا يفوته قطار الابتزاز.
أما الملاحظة الثانية فيمكن الاستعانة فيها بعلم النفس، حيث انها تدل على أن الأمير مولاي هشام يعيش حاليا وضعية نفسية مهزوزة، لأن الخصومة مع علي لمرابط لم تعد من نوع الخصومات العادية، التي تقبل العفو والتسامح ولكنها من نوع الخصومات الثقيلة، وبالتالي فإن الخطاب الذي وجهه مولاي هشام لعلي المرابط "أنت تعرف أنني أحبك كثيرا، لكن عليك أن تتفادى تقديم الشكر إلي"، لا يحتمل إلا نوعا واحدا من التحليلات: فمن يتلقى الضربات من الآخر ويستمر في محاباته هو شخص منهزم يعاني من اليأس التام، وبالتالي يصبح متشبثا بأية قشة مهما كانت، حتى لو كان يعرف جيدا أنها ستنهار لا محالة.
هذه الرسالة تدل على نفسية رجل فقد صوابه وبدأ يضرب بالحجر، فمولاي هشام يضرب اليوم بالحجر "علّ وعسى" حجرة من الحجرات تمس أحدا، لكنه يبدو كمن جاور النار، فإذا لم تمسسه بلهيبها يصيبه رمادها.
الذي يعرف مولاي هشام يدرك أنه كان في طور الإعداد للكتاب الفضيحة، الذي جنى فيه على نفسه بدل تقديم خدمة لها، وكان يودّ أن يستقطب أكبر عدد ممكن من الصحفيين للمساهمة في الكتابة والمساهمة في الدعاية أيضا إلا انه فشل في ذلك..
ويذكر أن علي لمرابط كتب أخيرا رسالة إلى مولاي هشام أوضح فيها طبيعة علاقته به، والتي يقول إنه طبعها التوتر بعد أن تبين له أن الامير يريد استغلاله كي يصبح "ملكا بدل الملك"، وما زال علي لمرابط يهيئ رسالة طويلة عبارة عن فضح كل تاريخ العلاقة بينهما..