أكدت جريدة "لوموند" الفرنسية في عددها ليوم الثلاثاء ، في افتتاحية بعنوان "الجزائر .. نظام سلطة مآله الفشل"،أن النظام السياسي الجزائري "غير شفاف ومنغلق وسري ولا يقيم اعتبارا لمساءلته من طرف الشعب"، مؤكدة أن 97 في المائة من مداخيل الجزائر التي لا تنتج الشيء الكثير، وتستورد بكثافة، تأتي من المحروقات، وأن الدولة، التي تتوفر على احتياطي نقدي يقدر بنحو 200 مليار دولار، "تسخر الريع لشراء سلم اجتماعي نسبي".
وأضافت الصحيفة أن الجزائريين "لم يعودوا منذ أمد بعيد يعتمدون على دولتهم، لقد تعودوا أن يعيشوا من دونها تقريبا"، مشيرا إلى أن الشعب الجزائري سئم من ديمقراطية الواجهة حيث يعود القرار في نهاية المطاف إلى مجموعة صغيرة من المدنيين والعسكريين أو رؤساء مصالح الاستعلامات الذين يقررون في توزيع الريع المتأتي من الغاز والبترول.
وأوضحت الصحيفة أن هذا البلد، الذي يضم 38 مليون نسمة 75 في المائة منهم تقل أعمارهم عن 30 سنة، "يشهد كل سنة آلاف المظاهرات العنيفة والثورات والانتفاضات ضد إدارة سيئة".
وقالت الصحيفة إنه في مواجهة هذه الوضعية المزرية لا يتصور الشباب الجزائري مستقبلهم إلا في إطار الهجرة إلى أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية أو بلدان الخليج.
وخلصت الصحيفة إلى أن السلطة في الجزائر تعول على الصدمة العميقة التي خلفتها عشر سنوات من الحرب الأهلية الوحشية، وعلى فشل ثورات الربيع العربي من أجل ضمان بضع سنوات من الهدوء السياسي والاجتماعي.