شبه كاتب جزائري الدور الذي يلعبه مولاي هشام مع القوى الأجنبية بالدور الذي لعبه بنعرفة أثناء نفي الملك الراحل محمد الخامس، وبنعرفة أيضا أمير علوي، وقال سمير كرم في مقال له بموقع الجزائر تايمز إن مولاي هشام يبيع الوهم للمغاربة، وذلك تسويقا لكتابه "يوميات أمير منبوذ" الذي صور فيه المغرب صورة افتراضية عتيقة يردد فيها ما يحب أن يسمعه أعداؤها عنها، وهي صورة افتراضية عتيقة نَبَعَتْ عناصِرُهَا من صلب ذاتية الأمير وانفعالاته ووجدانياته التي رسبت في أعماقه. وأشار الكاتب إلى أن الأمير مولاي هشام يلعب على المفهوم الملتبس لمصطلح "المخزن" في المغرب، إذ بنى الأمير مولاي هشام بن عبد الله العلوي كتابه "الأمير المنبوذ" على مصطلح "المخزن" ولا يمكن لأحد في الألفية الثالثة أن يجزم بأنه مُلِمٌّ بالمعنى الدقيق لمصطلح "المخزن" المتداول في القاموس السياسوي - وليس السياسي - في المغرب لأنه مصطلح غامض وفضفاض ومائع. وأوضح أن الأمير مولاي هشام المغربي جزء من "المخزن"، بما أن كل المؤلفات المتداولة التي تبحث في هذا المصطلح الملتبس تضع الأمراء في قمة هرم "المخزن"، وإذا سلمنا جدلا بأن بنية النظام المغربي الحالي (ونحن في عام 2014) قد تجمدت ولا تزال كما كانت قبيل الاستعمار الفرنسي فإن هشام بن عبد الله بن محمد الخامس العلوي أمير من الأمراء العلويين في المملكة المغربية فهو جزء لا يتجزأ من المخزن، والأمير هشام لم يتنازل قط عن صفة الأمير هذه أبدا بل كان ولا يزال يستثمرها في كل أنشطته السياسية والاقتصادية والتجارية والإعلامية (وضع صفة الأمير بالبنط العريض في كتابه "الأمير المنبوذ" ) ... فهو جزء من المخزن المغربي حتى وإن اعتقد أنه لا علاقة له بـ"المخزن" وأخرج نفسه منه بحجة أنه لا يتحمل أية مسؤولية في السلطة المغربية. وقال الكاتب إن مصطلح "المخزن" يوحد الأمير مولاي هشام وحكام الجزائر في العداوة للمغرب، إذ أنه بخصوص استعمال كلمة "المخزن" لا فرق بين هذا الأمير وبين حكام الجزائر في عدائهم للمغرب والمغاربة، فحكام الجزائر وحدهم هم الذين لا يزالون يعتبرون مصطلح "المخزن" سبة في حق النظام المغربي، فهم مثلا يدافعون عن حقوق الإنسان في الصحراء المغربية بقولهم "إن المخزن يعذب الصحراويين" فحكام الجزائر كالذباب الذي يقف على تلة من الأزبال ويخطبون في الناس خطبة عصماء عن النظافة ويعطون النصائح في ذلك للمغرب وهم معدن القاذورات وصانعو الميكروبات والجراثيم، كذلك الأمير الأحمر هذا فهو يتحدث عن حيوانية المخزن المغربي وهو جزء منه لا يمكن أن يتخلص من مخزنيته بل هو يجمع صفات "المخزن" من كل النواحي: من حيث الحظوة الاجتماعية بصفته من سلالة الدولة العلوية ومن حيث الحظوة الاقتصادية والتجارية والإعلامية، ولنا فيما فعله بعمال ضيعة تارودانت حينما قطع عنهم أجورهم شهورا وطردهم شر طردة، لنا في ذلك الفعل الشنيع خير مثال. وأردف قائلا إن الأمير مولاي هشام يمسح أكثر من قرن من تاريخ تطور المغرب الحديث : والآن ما مصداقية إسقاط صفة "المخزن" على النظام الحالي في المغرب حتى يكون لآراء هذا الأمير المنبوذ تأثير في الساحة السياسية المغربية؟ فهل يُعْقَل أن نحكم على نظام ما من خلال الشكليات والبروتوكولات التي يعتمدها كرموز للدولة؟ وهل يوجد في الدنيا أعقد من بروتوكولات ملكة ابريطانيا؟ وهل إنجلترا دولة متخلفة؟ واليابان وهولاندا وغيرها من الدول الملكية التي تحافظ على كثير من الشكليات والبروتوكولات في مظاهرها فهل هي دول متخلفة؟ إن تحنيط مغرب اليوم في نظام اسمه "المخزن" هو احتقار لذكاء الشعب المغربي قبل أن يكون احتقاراً لذكاء النظام الحاكم نفسه.
النهار المغربية.